أزمة كورونا صاحبتها تعليمات وتوجيهات كالحظر في أوقات معينة، والحجر المنزلي والمؤسسي للبعض، وإغلاق المدارس والوزارات والأسواق وغيرها، ولا شك أن هذه الإجراءات لمصلحة الجميع والخوف عليهم من تفشى المرض بينهم، إلا انه بالمقابل كل تلك الأمور وعملية الجلوس بالمنزل لفترات طويلة تسببت في ضغوط نفسية على البعض خصوصا من اعتادوا العمل اليومي والمتواصل كأساتذة الجامعات والمعلمين والباحثين وغيرها من الوظائف والمهن التي تأخذ من أصحابها وقتا طويلا وهم بالأساس محبون لعملهم ولا يستطيعون تركه وهذا ما أدى إلى الإحباط واليأس عند الكثيرين.
ولا شك ان الفراغ والضغط النفسي يؤثر على المزاج العام ويجعل الإنسان من الصعب عليه أن يتحكم في أعصابه وربما ينظر للأحداث وبعض التصرفات التي تصدر من الآخرين بشكل مختلف وغير حقيقي.
ولو افترضنا أن أحد الأشخاص من الجنسيات المختلفة الذي يعيشون بيننا قام بسلوك معين أو تحدث بأسلوب غير لائق أو حتى أساء للغير أو تهجم على احد المسؤولين أو الموظفين أو تلفظ بكلمات مسيئة، العقل والمنطق يقول هذا التصرف خاطئ وهناك جهات معينة تحاسب هذا الشخص، لكن من غير المعقول والمقبول هو التعميم على الجميع والإساءة إلى البلد الذي ينتمي له هذا المتجاوز أو المسيء.
ما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي من هجوم وإساءة لبعض الدول والحكومات والشعوب أمر يدعو للدهشة والغرابة، فهل من الحكمة إذا قام أحد الأفراد بفعل معين نهاجم بلده وحكومته ونصفهم بصفات لا تليق بنا كشعب تربى على الأخلاق الحميدة وعلى الأدب واحترام الغير، الظرف الذي نعيشه حاليا كل الدول تعاني منه والأوضاع تختلف من بلد إلى آخر، وكل الشعوب على اختلاف دياناتهم وتوجهاتهم وطبيعة حياتهم بمن فيهم نحن بالكويت تجد بينهم «الزين والشين»، ما يتوجب علينا جميعا أن نتحكم بأعصابنا ولا نتسبب لبلدنا وحكومتنا بالاختلاف والتنازع مع دول أخرى شقيقة وصديقة لنا تربطنا بها علاقات متجذرة وتاريخية ومواقف طيبة بسبب أشخاص شاذين، وربما هم مدفوعون من الغير لأهداف أخرى نجهلها، وبالتالي نأتي نحن، لن نعكر صفو تلك العلاقات من اجل أمور تافهة وبسيطة من السهل حلها ومعالجتها، لذلك نتمنى أن تهدأ نفوسنا جميعا بهذا الشهر الكريم ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرفع عنا هذا البلاء عاجلا غير آجل ويحفظ بلدنا من كل مكروه.
[email protected]