في هذا الكون الفسيح الذي يضم بداخله مئات الدول، يعيش بداخلها المليارات من البشر، بالرغم من اختلاف الحضارات والثقافات والديانات والمعتقدات والطباع والتقاليد والعادات بين تلك الدول وشعوبها، إلا أننا لابد أن نجد بعض الخصائص التي يتشابه فيها الناس نظرا للعلاقات والاجتماعات واختلاط الأفراد ببعضهم البعض فتنشأ معها بعض الأساليب التي تتصف بالإيجابية أو انها تعد من الأمور السلبية ومنها ما يسمى بالإشاعات وهذا المصطلح يطلق على الأخبار أو الأحاديث أو القصص والمعلومات غير الحقيقية والتي يبتدعها بعض الأفراد ومصادرها دائما ما تكون مبهمة وغير ظاهرة للعلن وأنواعها مختلفة، منها القوية والبسيطة ومنها ما هو مدمر ومؤثر على الجهات أو الأفراد والجماعات.
على سبيل المثل يسمع الإنسان أن الشارع الفلاني وقع فيه حادث مروري كبير أو ان الوزارة الفلانية تعرضت لحريق كبير، أو ان الشخص المشهور الذي يعمل في المجال الفلاني توفي، وقس على ذلك الكثير.
المشكلة إذا انتشرت الشائعات في وقت الأزمات مثل هذه الأيام التي نعيشها والتي نعاني فيها والعالم اجمع من وباء كورونا ومع وجود التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وتداخل الشعوب عن طريق هذه البرامج، كل هذا من شأنه أن يؤدي إلى انتشار الإشاعة خلال وقت سريع جدا مما يتسبب في الإرباك وإهدار الوقت في عملية نفيها ومكافحتها.
ولاشك أن هذه الأساليب تستخدمها جهات متعددة وعادة ما تكون هي الأساس في طبيعة عملها للتأثير على الرأي العام وتنفيذ المخططات التي تساعدهم في تشكيل مآربهم وحيلهم لتمرير مقاصدهم.
ولاشك أن الشائعات في المحن والصعاب تعد من الحروب النفسية التي يصدقها ويقتنع بها الكثيرون وتكون آثارها سلبية على البعض، إلا أننا في الكويت نراهن على وعي شعبنا وإدراكهم مثل هذه الأساليب البائسة التي لن تثنينا عن الحفاظ على وطننا من العابثين والمخربين والحاسدين، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وينصرنا ويجعل كيدهم في نحورهم.
[email protected]