بيت الشعر الذي جاء كعنوان للمقال هو مطلع قصيدة للمتنبي هجا فيها كافور الاخشيدي حاكم مصر في تلك الفترة عندما خرج من عنده ولم يحصل على مراده، هرب من مصر وهو يشعر بالضيق والحزن.
اليوم العالم بأسره يعاني من فيروس كورونا وكذلك البلدان الإسلامية وشعوبها التي تعودت على استقبال شهر رمضان الكريم بطقوس وعادات وتقاليد متنوعة لا شك أنها حرمت منها ومن أهم شعيرة وهي الصلاة بالمساجد، ولا شك أنه شعور مؤلم ومحزن فرضته الظروف، وكان الأمل والرجاء أن ينتهي هذا الشهر الفضيل ويأتي العيد ببشرى وانفراجة، ولكن بقي الحال كما هو ولا اعتراض على مشيئة الله.
طبيعي نحن لن نشعر بما شعر به المتنبي لأننا ولله الحمد نعيش بأمن وأمان ورخاء، ربما كنا في السابق نذهب للأهل والأقارب للسلام والتهاني والتبريكات وبعدها نذهب للمتنزهات والمطاعم وغيرها، هذا ما تعودنا عليه وكل هذا سيعود بالمستقبل بإذن الله وكل ما حدث لا شك انه مقدر علينا، ولعله يكون بمنزلة درس لنا نستخلص منه بعض العبر في حياتنا من خلال ترك السلوكيات والتصرفات التي كانت تصدر بالسابق من البعض من صرف وبذخ على أمور ثانوية وكماليات زائدة عن الحاجة.
عرفنا أيضا من خلال هذه الأزمة أهمية العلم والتعليم وأهمية الصحة للإنسان وكيفية المحافظة عليها بالوقاية والنظافة والامتناع عن تناول الأكلات والوجبات السريعة الخارجية المضرة بالصحة، اليوم كل شيء عندنا متوافر ونستطيع أن نخلق أجواء الفرح والبهجة في بيوتنا بالاجتماع مع أسرنا الصغيرة وتبادل السلام والتهاني بالعيد مع أقاربنا وأصدقائنا من خلال وسائل الاتصال المختلفة، الأهم هو التزامنا بالتعليمات والإرشادات الصحية وعدم التهاون أو محاولة كسر الحظر والإضرار بأنفسنا وبالآخرين، ذهب الكثير ولم يتبق إلا القليل وستكون الأيام القادمة أجمل بإذن الله وعيدكم مبارك وعساكم من عواده.