منذ ظهور فيروس كورونا والعالم يعيش فوضى عارمة لا يعرف متى ستنتهي، الحكومات في مختلف الدول عملت كل ما في وسعها، صرفت المليارات في كل المجالات وخاصة الصحية منها التي تعمل على مكافحة المرض.
في بلدنا الكويت منذ 3 أشهر والدولة ممثلة بجميع وزارتها تعمل بشكل متواصل إضافة إلى المواطنين الذين تطوعوا في جميع الجهات من اجل إنقاذ وطنهم من هذا الوباء، وكثير منهم أصيب بهذا المرض ومنهم من توفاه الله، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، ومازال هذا المرض المعدي يواصل انتشاره وأعداد الإصابات في تزايد على الرغم من تطبيق الحظر الجزئي ثم تحوله إلى حظر كلي.
تعليمات وإرشادات كثيرة توصي بها الجهات الصحية من لبس للكمامة والقفاز والتعقيم المستمر، لكن الأهم من هذا كله هو التباعد الاجتماعي وهذا مربط الفرس بمعنى أن هذا هو مكان الحزن والضيق، الناس في مجتمعنا لم يعتادوا على التباعد بينهم بل بالعكس ربما تجدهم مجتمعين طوال اليوم في الديوانيات والمقاهي والمطاعم وفي كثير من الأماكن العامة، أن يتفرقوا فجأة بهذا الشكل لا بد أن يتسبب ذلك للكثيرين في صدمة، ومنهم من لم يستوعب الوضع إلى الآن، ولولا القوانين الحازمة والرقابة الدائمة لوجدنا التجمعات مستمرة.
بالفعل يعاني الجميع الحرمان من الالتقاء بأقاربهم، والمعاناة الكبرى التي تمثل الوجع والألم هي عندما فارق هذه الدنيا الفانية الكثير من الأحبة من الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ولم نستطع المشاركة في عزائهم والذهاب للمقبرة للصلاة عليهم والدعاء لهم، إنه شعور يصعب وصفه ومن الصعب نسيانه، لا شك أن هذا قضاء الله وقدره وجميعنا سيواجه هذا الحق لكن تبقى بالقلب غصة.
كل هذه المعطيات والأحداث تؤكد خطورة الوضع القائم لذلك ليس أمامنا جميعا إلا أن نصبر ونتعاون مع الجهات المسؤولة عن إدارة هذه الأزمة حتى يكتب الله لنا بإذنه وبقوته النجاة والسلامة من هذا الوباء.
[email protected]