الكثير منا اليوم يعتقد أن الناس أصبحت لا تسمع أو لا تريد أن تسمع خاصة بعض المسؤولين أو من يملكون القرارات سواء كان في مجلس الأمة أو في بعض الجهات الحكومية أو الهيئات المستقلة أو ما شابهها، يبدو أن سياسة الاستماع للرأي والحوار تبدلت بسياسة التطنيش، الناس يصرخون بأعلى صوتهم كل يوم ولا يجددون من يستمع لشكاواهم أو يعمل على حل مشاكلهم.
في الدول المتقدمة لا يمكن أن تحدث مثل هذه الأمور إذا تقدم شخص واحد بشكوى على مسؤول معين خلال ساعات أو أيام قليلة يتم طلب هذا المشتكي والاستماع إلى روايته وما حدث من خلل أو تقصير أو تجاوز وإن ثبت هذا الأمر يطلب الشخص المسؤول ويتم التحقيق معه ثم معاقبته إذا ثبت عليه الادعاء بل ربما يستدعى الشاكي ويقدم له كتاب اعتذار في أي جهة كانت بلدية او صحة او مركز امن او مجمعا تجاريا أو بنكا او غيرها، وهذا عكس ما يتم عندنا، فالبعض يتعرضون لظلم وآخرون يتعرضون لعمليات اضطهاد في وظائفهم او عند قيامهم بإنجاز معاملاتهم ولا يستطيعون تقديم شكوى أو احتجاج، إما خوفا على مصالحهم أو خشية من تعرضهم للضرر أو لمعرفتهم المسبقة بأنهم لن يحصلوا على نتيجة أو فائدة مرجوة وفضلوا الصمت والسكوت رغم ضياع حقوقهم.
لو رجعنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي وشاهدنا مطالبات الناس وطرحهم لمختلف القضايا منذ فترات طويلة لعرفنا مدى معاناة الناس وتحملهم وصبرهم وهذا أسلوب غير جيد وتصرف غير حكيم عواقبه ربما تكون وخيمة لو وصلت الأوضاع إلى حد الانفجار، لا سمح الله. لذلك نتمنى أن تتغير سياسة الصم والبكم التي يتبعها البعض ومحاولة الاستماع الى الناس ومحاورتهم ومصارحتهم بالردود العملية والمقنعة لان أسلوب لا اسمع لا أتكلم لم يعد يصلح لزمننا هذا ولا يحل المشكلة أو يعالجها بل يزيدها تعقيدا.
[email protected]