رغم الأوضاع الصعبة التي نعيشها حاليا بسبب مرض كورونا وانتقاله للبشر وعدم وجود دواء او لقاح يكافحه حتى الآن إلا أن الحديث عن انتخابات مجلس الأمة التي يتوقع أن تتم في أواخر العام الحالي طغت على المشهد الصحي وصارت عند الكثيرين أهم من مرض كورونا وغيره من الأمور، نشاهد في الأيام الأخيرة ظهور إعلانات المرشحين وصورهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية التي أصبحت هي المنصة الرئيسية لعمل الدعاية لمختلف المرشحين مادامت الاجتماعات واللقاءات والندوات متوقفة في وقتنا الحالي بسبب الظروف الراهنة، وبالطبع كل موقع إخباري يتنافس على جذب العدد الأكبر من المرشحين من اجل كسب المال، ومن لديه القدرة المالية الكبيرة فسيتم إبرازه في معظم المواقع الإخبارية والحسابات الشخصية حتى لو كان لا يفقه شيئا ولا يملك مقومات الترشيح، ومن ليست لديه القدرة المالية الكافية على عمل الدعاية والإعلان فلن يعرفه الناس حتى لو كان هو الأجدر والأكفأ، وهذه مشكلة كبيرة لأن الكثير من الناخبين سينخدع من كثرة الإعلانات عن العديد من الأشخاص والإطراء والثناء عليهم وإعطاء صورة للناس بأن هؤلاء المرشحين يتمتعون بدعم كبير من أهالي الدائرة ولهم شعبية كبيرة وغيرها من العبارات المحكمة والمدروسة بعناية من أجل لفت الأنظار إليهم.
ونحن هنا لا نصور بأن الجميع سيئون ولكن ننبه على نقطة مهمة بأن كثرة الصور والدعايات وتكرارها يوميا لا تعني أن هذا الشخص جيد وهو الذي سينقذ الكويت من الفساد، والشخص الآخر سيحمل راية الإصلاح، مثل هذه العبارات ستنطلي على بعض الشباب صغار السن الذين يشاركون في التصويت بالانتخابات لأول مرة، لكن ان يصدقها الكبار ومن كانت لهم تجارب سابقة فهذا هو الأمر الخطير اليوم.
الناس يعانون ويتذمرون من المجلس الحالي ويرون انه أسوأ المجالس ولم يلب طموحاتهم، فاليوم الكرة في ملعبهم 4 سنوات مضت، كل يوم فيها ينتظرون هذه الفرصة التي يصلحون فيها أخطاءهم ويحسنون الاختيار، فالوقت كاف إلا أن اختيار المرشحين ليس كافيا، لأن النظام الانتخابي الحالي لم يعط الحق للناخب في اختيار أكثر من مرشح، أعطاه الحق في ترشيح شخص واحد فقط وهذا يزيد من صعوبة الأمر، لذلك يجب علينا التركيز والتفكير طويلا قبل التصويت، فهل سيكون اختيارنا موفقا هذه المرة؟ هذا ما نتمناه.
[email protected]