منذ أن اجتاح فيروس «كورونا» العالم وتغيرت من خلاله الكثير من المفاهيم والعادات والأعراف التي كانت تعيشها مختلف شعوب العالم، أصبحت وتيرة الحياة تسير ببطء شديد بسبب الحرص والخوف من تفشي المرض الذي خلّف مئات الآلاف من الوفيات وملايين الإصابات، ما جعل الناس يأخذون حذرهم وذلك بلبس الكمامات عند الخروج والتباعد بين بعضهم بعضا في الأسواق والمطاعم والمشافي والأماكن العامة.
ولكن بطبيعة الحال ومع اختلاف ثقافات الشعوب وطبيعة تعاملهم بالحياة، يتضح مدى الفرق من ناحية الالتزام بالتعليمات وتطبيق القوانين والشروط التي تفرضها الحكومات على شعوبها، فعندنا في الكويت معظم الناس التزموا بالشروط الصحية وبالحظر الجزئي والكلي، ولكن عندما رفع الحظر فرطت السبحة ودخل على الخط سحر الانتخابات والأجواء التي تصاحبها، ونظمت بعض القبائل والعوائل ما يسمى بالتشاوريات التي يجتمع فيها آلاف الأشخاص أحيانا في أماكن مغلقة ومتزاحمة ما يتسبب بزيادة أعداد الإصابات بـ «كورونا».
ونحن هنا لسنا بصدد التحدث عن مخالفة القانون وعدم التزام بعض الافراد بالاشتراطات الصحية واستهتارهم بصحتهم وصحة الاخرين، فهذه أمور تحاسبهم عليها الدولة، لكن ما يهمنا قضيتنا المحورية انتخابات مجلس الامة القادمة، وكيف سيختار الناخبون مرشحيهم؟ هل ستكون على شكل بعض مخرجات التشاوريات التي لا تبشر بخير؟! والمهم لديهم فقط القبيلة او العائلة او الطائفة بغض النظر عمن سيمثلهم واذا كان جديرا بهذا المنصب أم لا، وهل سيقوم بدوره التشريعي والرقابي على أكمل وجه؟ وهل من سيتم اختياره سيمثلهم أم سيمثل عليهم؟
ونقول إن على الجميع ان يفكروا طويلا قبل الاختيار، لأنها أمانة سيسألهم الله تعالى عنها، وان يختاروا المرشح الأمين والقوي، وينبذوا الأمور الرجعية والمتخلفة التي ليس هذا زمنها كالعنصرية والطائفية والقبلية التي عانى منها الجميع طوال السنوات الماضية، وان يفكروا بوطنهم وبمستقبل ابنائهم ليخرج لنا مجلس على مستوى الطموح ورجال دولة متبوعين وليسوا تابعين، فهل سيتحقق هذا الامر؟! هذا ما نتمناه.
[email protected]