رحل أمير الديبلوماسية وأمير الإنسانية، رحل الرجل الذي شهد له العالم بالحكمة والعطف والرحمة ونصبه قائدا للعمل الإنساني من خلال ما قدمه لدول العالم وشعوبها المتضررة من الكوارث والأزمات والحروب، لقد صدم العالم أجمع وخصوصا الدول العربية والإسلامية بوفاة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - الحاكم الإنسان الذي حمل معه طوال عمله بالشأن العام هموم الأمة وعاش خلالها كل التحديات والصعاب واستطاع أن يصلح بين الكثير من الأطراف المتخاصمة ويعالج آثارها المتراكمة مع الوقت.
في كل عمل شغله سمو الأمير الراحل كانت له فيه بصمات ثابتة وراسخة تسير عليها الأجيال المتعاقبة وتجعلها منهاجا له. الخبرة الطويلة التي كان يتمتع بها سموه أعطته المساحة الكافية ونوعا من المرونة في كيفية التعامل مع الأحداث والأزمات الطارئة داخليا وخارجيا واهمها التسامي على الجراح.
إن مآثر سموه رحمه الله لا تعد ولا تحصى ولو حاولنا جمعها وحصرها لاحتجنا لمجلدات ضخمة، ان ما فعله مع وطنه وأبناء شعبه في الشهور الأخيرة من حياته عندما اجتاح العالم وباء كورونا لم يقم به أي حاكم في مشرق الأرض أو مغربها، عندما أمر بتوفير كل الاحتياجات للناس والحفاظ على صحتهم ولم يفرق بين مواطن ومقيم، صرف المليارات وسخر كل الجهود لمواجهة هذا الوباء وحماية الناس منه، في الوقت الذي فشلت فيه الكثير من الدول الكبرى والعظمى في حماية مواطنيها الذين ينظرون إليها ويتطلعون لإجراءاتها للنجاة من الموت والمرض، لم ينتظر سموه أن ننظر إليه بل هو من نظر إلينا وحافظ على وطنه وشعبه، ولم ينس أبناءه في الخارج من الطلبة والمرضى والسياح، فقد أمر بأكبر عملية إجلاء في التاريخ وحرك أساطيل الطائرات، ولم تغمض له عين إلا بعد عودتهم جميعا.
خسارتنا كبيرة ومصابنا عظيم بفراقك يا والدنا وقائدنا، نسأل الله أن يلهمنا الصبر، ونسأله جلت قدرته أن يرحمك برحمته وان ينزلك منازل الشهداء والصديقين. (وإنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]