في الآونة الأخيرة، ظهرت الكثير من الجدليات حول مركز التفكير وما الذي يوجه الإنسان هل هو العقل ام القلب، البعض يرى أن القلب هو مصدر التفكير ويستدل بآيات قرآنية وغيرها من الدلائل، وآخرون يرون أن العقل هو الأساس وهو مصدر التفكير والتوجيه ويقدمون أيضا حججهم ومبرراتهم.
طبيعي نحن لن ننحاز لطرف ضد الطرف الآخر وليس هذا محور حديثنا، ولكن ما نود التطرق إليه هو طريقة تفكير البعض واندفاعهم وهجومهم واستخدام الألفاظ السيئة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كموقع تويتر وغيرها من المواقع، من يتابع هذه الأمور لابد وان يصاب بالدهشة من الوهلة الأولى، كثير من الأشخاص مفهوم الحرية عندهم مختلف، ويرون أن الإساءة للناس والتعرض لأسمائهم وأعراضهم وحياتهم الخاصة يدخل ضمن مفهوم الحرية، وهذا أمر خاطئ وفيه الكثير من الظلم والتجني والافتراء.
ليس من حق أي مغرد أو مدون او ما شابهها التعرض لحياة الناس والإساءة لهم وإظهارهم أمام عوائلهم وأبنائهم ومجتمعهم بصورة سيئة ومقيتة، وربما يكون معظم ما ذكروه غير صحيح ولا يمت للواقع بصلة، مثل هذا الأشياء التي تلوث سمعة الناس يقوم بها أشخاص معدودون ويتبعهم من دون تحقق من الأمر ومن دون دراية الآلاف من الأشخاص الذين يقومون بإعادة التغريدات، وربما يزيدون فيها البهارات ويؤلفون القصص حولها، والمتابعون ربما يصدقون مثل هذه التغريدات ويرددون بينهم وفي الأماكن العامة والاجتماعات الأسرية وفي الدواوين، ومع كل ما يحدث في هذه المواقع تجد من يطالب برفع الرقابة وعدم محاسبة المغردين على تغريداتهم حتى لو كانت تسيء لرموز الدولة والحكومة وتسيء للدول الأخرى التي تربطنا معها علاقات طيبة، وتجعل الدولة في وضع حرج مع الدول الأخرى الشقيقة والصديقة، وكل هذا بحجة حرية الرأي.
ولو بالفعل رفعت الرقابة ولم تجد من يحاسب هؤلاء فسنرى العجب العجاب، الحرية هي أن تقول رأيك بكل احترام وتنتقد في حدود النقد المباح والمسموح به وألا تتدخل في شؤون الناس الخاصة وان تتبع القوانين ولا تحرض الناس على كسرها والعبث بها.
لذلك، نتمنى من الجميع الذين يشاركون في مثل هذه المواقع ويتابعونها أن يعووا خطورة هذا الأمر وأن يفكروا بعقلهم وليس بقلبهم وعواطفهم وألا ينجرفوا سريعا خلف بعض التغريدات المشبوهة والغريبة والمسيئة حتى لا يقعوا في المحظور، وحينها لن ينفعهم الندم والحسرة ولن ينفعهم هؤلاء الأشخاص الذين تبعوهم من غير عقل أو تفكير.
[email protected]