- جلودار: نرحب بالسائح والمستثمر الكويتي... ولمازندران أرضية سياحية استثنائية
- تقع شمال إيران وتبعد 200 كلم2 عن العاصمة وتتميز بطقس معتدل وتزخر بالآثار التاريخية والغابات والشلالات والينابيع المعالجة للأمراض
- قانون المستثمرين الأجانب يضمن حقوقهم من مختلف الجوانب ويسهل دخول وخروج الأموال
- رئيسي: مدينة بابل تضم 22 جامعة وثاني أكبر مستشفى في إيران بتخصصات واسعة ومختلفة
- حكومة روحاني تسعى لتعزيز قطاع السياحة من خلال تخصيص مناطق سياحية ومنتجعات طبية
بيان عاكوم
لطالما تغنت كثير من الدول الموجودة على خارطة السياحة العالمية بسحر طبيعتها، وروعة وجمال شواطئها، وغاباتها وشلالاتها، واعتبرت مقصدا خصوصا في بلداننا العربية لعشاق السكون والهدوء والاستجمام، ولكن لا تتفاجأوا ان قلت لكم أن تلك المواصفات موجودة ايضا قربكم على الضفة المحاذية في الشمال الايراني.
قبيل سفري الى إيران لم أكن أعلم انه يوجد في ذلك البلد سوى السياحة الدينية في المناطق المعروفة التي هي محط اهتمام كثيرين، الى جانب السياحة الثقافية التي تذخر بها إيران نظرا لتاريخها وحضارتها التي تعود لآلاف السنين، اللهم ان سمعت من هنا وهناك عن جمال الطبيعة، إلا انني عندما ذهبت لم أتخيل ما رأيته من لوحات تشكيلية طبيعية متناثرة في معرض مفتوح في الهواء الطلق، حيث تفترش الخضرة بساطها الشاسع، وتكسو الجبال الشاهقة غابات كثيفة، ومزارع للشاي تستمد ريها وبرودتها من تكتلات الغيوم المستقرة فوق سمائها، والشلالات التي تنحدر في منظر طبيعي أخاذ، والهواء النقي، أضف الى ذلك كله متعة الحياة البسيطة التي تلتمسها من عيشة المواطن الإيراني الشمالي الذي لايزال يحتفظ بطبيعة المواطن الريفي وسجيته.
ولكن هذه الطبيعة الساحرة وبالرغم من دخول يد المستثمر المحلي والأجنبي عليها من خلال اقامة الفنادق والمنتجعات السياحية والقرى الترفيهية التي هي محط إقبال كثير من السياح، إلا أنه لايزال هناك الكثير منها غير مكتشف، وتحتاج لمن يضفي عليها خدمات سياحية لابد من توافرها كالفنادق ذات المواصفات العالية والمجمعات التجارية والمطاعم العالمية والمدن الترفيهية الكبيرة، والتي دون شك ستزيدها ثراء وتعطيها مميزات تتمكن من خلالها قلب جميع المقاييس لصالحها بحيث تصل لأن تكون في مصاف الدول السياحية الأولى.
وفي الواقع هذا هو التوجه حيث ان مناطق الشمال مقبلة على نهضة سياحية في السنوات المقبلة من خلال المشاريع المستقبلية التي هي في طور البناء والتجهيز مدعمة بخطة حكومية لتعزيز قطاع السياحة في المنطقة الى جانب تقديم حكومة الرئيس روحاني جميع التسهيلات اللازمة للمستثمرين من الداخل والخارج.
فالشمال الايراني الذي يتكون من ثلاث محافظات هي كلستان ومازندران وكيلان والتي زرنا منها المحافظتين الأخيرتين حيث تتمتعان بطبيعة خلابة مطلة على بحر قزوين او بحر الخزر كما يسميه الإيرانيون، تحيطهما من الناحية الأخرى جبال البرز الشاهقة القريبة من البحر، وتزينهما غابات بكر كثيفة، وبحيرات وسهول وينابيع حارة متدفقة معالجة لكثير من الأمراض والتي سيجد فيها المستثمر ضالته لتوفر أرضية مناسبة لأي مشروع استثماري ناجح.
على متن الخطوط الجوية الايرانية ماهان توجهنا على مدى 8 إيام الى شمال إيران بدعوة من المستشارية الإيرانية الثقافية في البلاد، ضمن وفد صحافي محلي في أول زيارة اعلامية يقوم بها الى هذه المنطقة، وذلك من اجل التعرف على المواقع السياحية فيها، حيث تجولنا خلال زيارتنا على اهم وابرز المناطق السياحية في محافظتي مازندران وكيلان، واطلعنا على ما يتمتعان به من مؤهلات ثرية تهم السائح والمستثمر معا.
بعد وصولنا الى مطار الامام الخميني في طهران بدأت الرحلة مباشرة الى الشمال وكانت أولى محطاتنا محافظة مازندران.
الرحلة كانت مقرره برا ولكن بإمكان السائح أن يصلها جوا من خلال عدة مطارات موجودة في الشمال في مناطق ساري ورامسر ونوشهر كما انه خلال زيارتنا التمسنا توجها لافتتاح خط جوي مباشر بين الكويت وشمال ايران حيث انه بافتتاحه سيساهم بشكل كبير في تسهيل السفر الى الشمال، هذا الى جانب وجود خط حالي مباشر من البحرين الى الشمال، وخط آخر سيفتتح قريبا من الامارات العربية المتحدة.
وبالرغم من استغراق ساعات عدة لوصولنا، الا أن ما رأيناه في اليوم التالي أنسانا مشقة السفر، حيث توجهنا الى «سد البرز» الواقع في مدينة بابل ـ وهي إحدى المدن الكبرى في محافظة مازندران وثاني اكبر مدينة بعد طهران ـ ويعتبر هذا السد الأكبر من بين سدود المدينة الثلاثة، يستقر تحت حافة الجبال والمرتفعات المكسوة باللون الأخضر، الطريق اليه لم يكن قريبا، ولكن عند وصولنا وصعودنا لرؤية السد من الأعلى من خلال ممرات تم تشييدها، والتي تبين مدى حجم الجهد الذي بذل لبنائها، احتضنتنا مناظر ساحرة وطبيعة خلابة وهواء منعش، فعشنا لحظات صمت استطعنا من خلالها استجماع كل مشاعر التأمل والسكينة.
ومن على قمة الجبل تحدث الينا حاكم منطقة بابل باجان مولاي رئيسي حيث اشار الى ان السد هو الأكبر في مدينة بابل، ويصل ارتفاعه الى 200 متر ويسع لـ 129 مترا مكعبا، ويستخدم للزراعة والكهرباء ومياه الشرب.
ولفت رئيسي الى انه «يشكل مكانا مناسبا للاستثمار» داعيا «المستثمرين الكويتيين والعرب لزيارة السد الذي من الممكن بناء العديد من المشاريع السياحية المناسبة قربه كمراكز تجارية وترفيهية ورياضية ومطاعم وذلك ضمن مشاريع طويلة المدى على أساس نظام الـ b.o.t مبديا استعدادهم لتقديم المساعدات المطلوبة ضمن قانون الاستثمار الأجنبي.
ولم تقتصر الأماكن السياحية في هذه المدينة على سد البرز، حيث ان «مدينة النارنج»، كما تلقب ـ والنارنج أحد الفاكهة التي تشتهر المدينة بانتاجها ـ تذخر بالمعالم السياحية حيث تحتوي على مراكز اثرية وتاريخية، إضافة الى بحيرات عدة يصل عددها الى 220 بحيرة، كما ذكر رئيسي، وتتميز بوجودها في منطقة تضاريسية بين سهول وجبال، كما توجد فيها مياه وفيرة، وتشتهر بزراعة الارز حيث ان 20% من انتاج الارز الايراني هو من بابل، كما تشتهر بزراعة الحمضيات.
وتعتبر بابل، التي تقع على ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر، العصب الاقتصادي للمحافظة بالرغم من ان مدينة ساري هي عاصمة المحافظة.
وعلى الصعيد العلمي لفت رئيسي الى انه يوجد في بابل 22 جامعة ومعهدا، من طب، علوم، هندسة وعلوم انسانية وعلوم زراعية، وتتضمن ثاني اكبر مستشفى في ايران، كما يوجد فيها اكثر من ألف متخصص في العلوم الطبية في مجال الخلايا الجذعية، وايضا زرع الكلى وجراحة القلب المفتوح، وتوجد جامعات في مجال العلوم الطبية، الاسنان والعلاج الفيزيائي.
وتضم اكثر من 600 مهندس في مجالات متعددة و2000 محام.
وبعد الحصول على المعلومات الشافية عن المنطقة وإشباع رغبات الوفد بالتقاط الصور حيث شكلت معالم السد فرصة ذهبية لالتقاط كميات هائلة منها خصوصا «السلفي».
ذهب الجميع لتناول وجبة الغداء على جسر فوق مياه السد مما أضفى على الطعام تذوقا مختلفا.
وبعد قضاء وقت ممتع، كان الظلام قد أرخى سدوله، واستعددنا للعودة، حيث كان موعدنا مع محافظ مازندران ربيع فلاح جلودار، الذي اجتمعنا معه في مبنى المحافظة، وقد أبدى ترحيبا حارا بالوفد الصحافي الكويتي، مشيرا الى ان «العلاقات بين الكويت وايران اكثر من ممتازة»، معبرا عن اطمئنانه «للمشاركة مع اصدقائنا في الكويت بتطوير المنطقة اقتصاديا وسياحيا».
وقال جلودار ان المحافظة التي تبلغ 24 ألف كلم2 ويصل عدد سكانها لـ 3 ملايين و200 ألف نسمة، تستقر بين بحر قزوين جنوبا وجبال البرز الشامخة التي تغطي جزأها الشمالي، وتتميز بتمتعها بإطلالة بحرية رائعة، الى جانب قرب الغابات المنتشرة فيها، وتوجد فيها محميات طبيعية، اضافة الى اعتدال مناخها على مدار السنة، حيث أشار الى انه بالرغم من طقسها المنعش صيفا الا ان الحرارة فيها شتاء لا تتعدى الصفر، كما تعتبر مازندران قريبة من العاصمة طهران حيث لا تبعد عنها سوى 200 كلم2.
ولفت جلودار ان المحافظة «تتميز بهواء بديع ووفرة في المياه وتعتبر منطقة مناسبة للعيش والسياحة» متحدثا عن «تردد 25 مليون سائح سنويا على مازندران من الداخل والخارج».
وتحدث عن سياسة الدولة في السعي لتعزيز قطاع السياحة في المحافظة من خلال «تخصيص 120 منطقة سياحية» الى جانب تخصيص «بعض القرى لتكون بمنزلة منتجعات طبية لاحتوائها على مياه حارة للعلاج».
وبينما لفت الى «توافر السياحة البحرية الى جانب سياحة الجبال والغابات» تحدث عن موانئ مازندران حيث اشار الى «وجود ثلاثة موانئ رئيسية في المنطقة تقوم بتبادل تجاري مع روسيا واذربيجان وكازاخستان وتركمنستان ولديها علاقات جيدة وقوية معها وأرضية جيدة في مجال السياحة».
وبالحديث عن التسهيلات التي يقدمونها للمستثمر الأجنبي أبدى جلودار استعداد بلاده لرفع أي مشكلة قد تواجه المستثمر الأجنبي مشيرا الى امكانية حل جميع المشاكل ضمن اطار القانون مبينا ان القانون للمستثمرين الأجانب يضمن حقوقهم من مختلف الجوانب ويحفظ رأس المال ناهيك عن سهولة دخول وخروج الأموال لافتا الى ان مجلس المحافظة ليس لديه سلطة تنفيذية ولكن لديه الصلاحيات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل تطبيق القوانين وتنفيذها.
واكد جلودار ان المحافظة آمنة ولا يوجد فيها اي مشاكل امنية، مما تعتبر بيئة صالحة وهادئة لأي مستثمر محلي أو اجنبي.
وعلى الصعيد العلمي، ذكر جلودار انه يوجد في المحافظة اعرق الجامعات في مجالات مختلفة (الاجتماعية والادبية والاقتصادية)، مرحبا بالطلاب الكويتيين ومبديا استعداد المحافظة للتوقيع على اتفاقيات تبادل الطلاب.
ضمان وضع قوانين تحافظ على جذب المستثمرين
شهد لقاؤنا مع المحافظ توقيع مذكرة تفاهم مع مستثمر كويتي وهي عبارة عن إنشاء 3 مشاريع ضخمة وتتضمن 3 مجالات اولها في منطقة كلاردشت حيث ستتم اقامة مشروع كبير عبارة عن حدائق داخل الغابات، اضافة الى مشاريع ترفيهية، والأمر الثالث جذب المستثمرين الكويتيين وغير الكويتيين وتسهيل أعمالهم حيث اشار جلودار الى ان هذا التعاون الذي بدأ مع المستثمر الكويتي سيكون فاتحة لتعاون اكبر يتمثل في استقطاب رؤوس الأموال الكويتية والخليجية للاستثمار في ايران» متحدثا عن حكومة الرئيس حسن روحاني التي تعمل على تذليل جميع العقبات التي قد تواجه المستثمر وضمان وضع قوانين تحافظ على جذب رؤوس الأموال.
اهتمام يشكرون عليه
رافقنا ممثل محافظ مازندران مهدي سجودي طيلة فترة اقامتنا في المحافظة بطلب من المحافظ نفسه فلهما كل الشكر والتقدير والشكر موصول للشرطة التي رافقتنا في رحلتنا لتأمين الحماية اللازمة لنا.
طبيعة كلاردشت
كلاردشت منطقة في محافظة مازندران ومن توابع مدينة جالوس التي تبعد 170 كيلومترا عن العاصمة الإيرانية طهران تمتاز هذه المنطقة بطبيعة خلابة ساحرة حيث يقصدها السياح من مختلف أنحاء ايران للاصطياف فيها في فصل الصيف.
توأمة بين الكويت وإيران
رحب جلودار بأن يكون هناك اتفاقية توأمة بين الكويت وايران والتي من شأنها على حد قوله ان تضفي مزيدا من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
للمرافق... مع التحية
|
مرافق الوفد رضا جعفري |
ألف شكر لمرافق الرحلة رضا جعفري على جهده واهتمامه بأعضاء الوفد.. نقدر دوركم وممتنون لكم.
مرمر فيروز... مثال المرأة الإيرانية
|
العضور في بلدية بابل مرمر فيروز بور |
التواضع بدا واضحا على العضو في بلدية بابل مرمر فيروز بور التي شاركت في تحضير وجبة الغداء لأعضاء الوفد كما ساهمت في توضيح بعض المعلومات عن السد للصحافيين والحديث معها امتد ليصل الى المرأة الايرانية حيث اشارت الى ان المرأة في بلادها تعمل بحرية، وصلت الى أعلى المراكز. ولا توجد أمامها اي عوائق لتحقيق أهدافها.
سياحة طبية
ذكر محافظ مازندران ان لديهم 46 مستشفى في المحافظة مجهزة بتجهيزات كاملة ومستعدة لاستقبال المرضى من اي مكان في العالم.