عبدالله بن جحش
فيك وفي رسولك يا رب
اندفع المسلمون يجيبون نداء رسولهم القائد صلوات الله وسلامه عليه، للخروج الى أحد بعد ان استشار الشباب فأشاروا عليه بالخروج، وفي الطريق مشى عبدالله بن جحش بجانب سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهما.
قال عبدالله بن جحش: يا سعد، ألا ندعو الله عز وجل بدعاء خير؟
قال سعد: بل يا عبدالله ندعوه، ورفع يديه الى السماء يقول: «اللهم إذا لقيت العدو غدا، فلقني رجلا شديدا بأسه من الكافرين، فأقتله في سبيلك، وآخذ سلبه».
ثم رفع عبدالله بن جحش يديه الى السماء يقول: «اللهم إذا لقيت العدو غدا، فارزقني برجل شديد بأسه من الكافرين، فأقاتله في سبيلك، فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك قلت: يا عبدالله فيم جُدع أنفك..؟ فأقول: فيك، وفي رسولك يا رب».
وفي الغداة اشتبك الجمعان في قتال مرير، وأبلى عبدالله بن جحش رضي الله عنه بلاء من يقرع أبواب الجنة بصدق، وقابله أبوالحكم بن الأخنس بن شريق، وكان من صناديد قريش، فتقاتلا قتالا مريرا، وجدع أبوالحكم أنف عبدالله بن جحش، وأذنه، ثم أجهز عليه فأرداه شهيدا في سبيل الله.
وإذ توقف القتال هرع كل فريق يتفقد قتلاه، وجرحاه، فمر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعبدالله بن جحش رضي الله عنه، فتذكر ما كان من أمر دعائهما بالأمس، فذرفت عيناه الدمع، وقال: أي عبدالله، قد كانت دعوتك خيرا من دعوتي، ولقد رأيتك آخر النهار وأنفك وأذنك معلقتان بخيط.
ودفن عبدالله بن جحش رضي الله عنه في قبر واحد مع خاله سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه.