يؤكد الإعلامي سليمان الرومي ان الطفل الذي لا يتعلم في محيط العائلة التفرقة بين ما يخصه وبين ما يخص غيره لا يكون اكثر تمييزا بين ما يحق وما لا يحق له خارج بيته وانه ليس من السهل على الأطفال ان يعرفوا ما هو ملك خاص لهم في المنزل لأن معظم الأدوات في المنزل ملك مشاع يستخدمها جميع افراد الأسرة، ويتعلم الطفل بخبرته ان كثيرا من الأشياء محرم عليه استخدامها ولكن علة تحريم هذه الاشياء وسبب النتائج السيئة التي تصيبه، لو انه اطلق نوازعه الطبيعية للحصول على هذه المحرمات، لا يدركهما الا ببطء وبالتدريج، ومن ثم الخوف من العقاب في مطلع حياة الطفل هو العامل الوحيد الذي يردع صغار الأطفال عن السرقة.
وبيّن الرومي انه يمكن ان يدرب الطفل على الأمانة واحترام الملكية عن طريق التعود وتعليمه، وان أي خرق لهذه القاعدة يعتبر مخالفة وعصيانا.
الأمانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستطرد بالقول: لقد نهض الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسالة التي ائتمنه الله عليها وكلفه بأن يقوم بها فبلغها للناس اعظم ما يكون التبليغ، وقام بأدائها اعظم ما يكون القيام واحتمل في سبيلها اشد ما يحتمل البشر، وقد عرف الناس امانة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته فكانوا يسمونه «الأمين» ولهذا رحبوا بتحكيمه فيما كان بينهم من نزاع وارتضوا ما قضى به.
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، كان صلى الله عليه وسلم معلما وهاديا ومرشدا وسراجا منيرا، أدرك صلى الله عليه وسلم اثر النشأة الصالحة للطفل، وان الطفل يتأثر
بوالديه فكل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، ولذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الآباء الى ملازمة ابنائهم وتعليمهم محاسن الأخلاق ورعايتهم، فقال صلى الله عليه وسلم «ألزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم»، ولكن كيف نغرس في نفوس أبنائنا خصلة الأمانة لكي يشبوا صالحين؟ هذا ما يحدثنا عنه سكرتير تحرير مجلة الوعي الإسلامي سليمان الرومي.