حذر رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية د.خالد المذكور من خطر البث المباشر وقال لـ «الإيمان»: ان اعداد البديل الإسلامي لمواجهة هذا الخطر يتطلب انشاء شركات انتاج إسلامية تعمل بشكل متواصل على انتاج الأفلام والمسلسلات والبرامج الملتزمة التي تغرس القيم والمبادئ الإسلامية في المجتمع وتكون في الوقت ذاته بديلا عن مثيلاتها غير الملتزمة. واتهم د.المذكور بعض الفضائيات بأنها تقتحم بيوتنا لتبث العري والرقص واعتبر هذا الامر مرفوضا وممنوعا، ودعا الى الابتعاد عنه، لكنه وصف التلفاز بأنه سلاح ذو حدين فهو يحتوي على سلبيات كثيرة كما يحتوي على ايجابيات. وقال د.المذكور ان المسلم يمكنه مشاهدة الأشياء النافعة المفيدة من برامج علمية وثقافية ودينية ومتابعة أخبار العالم عبر هذا الجهاز لكنه اشترط ألا يكون ذلك على حساب التفريط بواجباتنا الاجتماعية وألا يكون مضيعة لوقت الاطفال والشباب.
مواجهة التحديات
وشدد د.المذكور على ضرورة تفعيل دور الأسرة في مواجهة التحديات الراهنة مشيرا الى ان الأسرة هي البؤرة الأولى لتقديم الأخلاق في المجتمع، ودعا الى اعادة الدور التربوي للمدرسة بحيث يكون مشددا على السلوكيات والأخلاق والمعاملات الإسلامية ويكون درسا مستقلا للطلبة، توضح فيه آداب الإسلام وتعاليمه حتى ينشأ الطلبة محصنين من الآفات والسلوكيات غير السوية.
وسائل الإعلام
واعتبر د.المذكور ان غياب دور الأسرة وفقدان الموجه الناصح وضعف الوازع الديني من العوامل التي أدت الى انتشار الجريمة في السنوات الأخيرة، لافتا الى ان بعض وسائل الإعلام المرئية والمسلسلات الاجنبية ذات تأثير كبير على الشباب والصغار خاصة ان بعضها يشجع على تدمير الحياة الأسرية ويدعو الى الخروج على طاعة الآباء، ويعلم الأبناء كيف يقلدون ارتكاب الجريمة. وطالب د.المذكور بالتصدي لآفة المخدرات وقال: ان مكافحة المسكرات جميعها واجب شرعي وواجب وطني ويجب على جميع الجهات التصدي لمثل هذه الآفة، سواء في المساجد التي تعد ميدانا خصبا للتوعية بمضار المخدرات وحرمتها أو عبر وسائل الإعلام المختلفة والمحاضرات التوعوية الهادفة.
الرقابة على الأبناء
وحذر من ان ضعف الرعاية الأسرية للأبناء ورفاق السوء وكثرة المال وضعف الوازع الديني من الأسباب التي تؤدي الى الانغماس في هذا الوباء الخطير.
واضاف: ان مكافحة المخدرات والمسكرات تكون عن طريق الوقاية والعناية التامة بتربية الأبناء وغرس القيم الإسلامية في الفرد والمداومة بالعبادة لأن قلب المسلم دائم الشعور بالحاجة الى الله اضافة الى تقوية الوازع الديني والبعد عن المشاكل الأسرية وملء فراغ الشباب بالأنشطة المفيدة والحوار الهادئ الصريح مع أبنائنا لنبين لهم أضرار هذه الآفة وان العقل هو النعمة التي أنعمها الله علينا وهو أثمن شيء يملكه الانسان ومن دونه لا فرق بين الإنسان والحيوان وان الله سبحانه وتعالى أمرنا بالحفاظ على تلك النعمة وعدم إتيان ما يفسدها.