- على الوالدين عدم التدخل في شؤون الطفل أثناء استغراقه في اللعب
- اللعب الجماعي يبعد الطفل عن الانطواء ويجعله يثق بإمكاناته أكثر
حرص الإسلام على تعليم الأطفال وعلى ممارستهم جميع أنواع الرياضة، كما كان صلى الله عليه وسلم يداعب الاطفال ويلاعبهم، فلنتعرف على أهمية اللعب في حياة أبنائنا من خلال ما يوضحه الإعلامي سليمان الرومي.
يوضح الإعلامي سليمان الرومي أهمية اللعب الجماعي في حياة الطفل بقوله: ان الاطفال في حاجة أساسية للعب الجماعي لتحقيق الاشباع في عدة جوانب من شخصية الطفل منها: النمو الجسدي والنفسي والاجتماعي والعقلي، واللعب الجماعي مظهر واضح لخطي الفطرة المتقابلين في الطفل وهما الفردية والجماعية لأن الله عز وجل فطر الإنسان على خصائص متقابلة فالإنسان فرد يتميز عن الآخرين يشعر بذاته ويميل الى توكيد هذه الذات، كما أنه يميل الى الاجتماع بالآخرين، وعندما يلعب مع الآخرين يثبت ذاته ويكمل وجوده الفردي بوجودهم ومن هنا تأتي أهمية اللعب الجماعي. وأضاف: فاللعب للأطفال كالماء للإنسان، والطفل بحاجة الى اللعب. وإياك أن تحرمه من تلك النعمة وقد قال الإمام الغزالي منبها الى أهمية لعب الاطفال: «وينبغي أن يؤذن له بعد الفراغ من المكتب» (الكتاب القرآني)، بأن يلعب لعبا جميلا يستفرغ اليه تعب الكتاب بحيث لا يتعب من اللعب فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالتعليم دائما يميت القلب ويبطل ذكاءه وينغص العيش عليه».
وأكد الرومي حرص الاسلام على تعليم الطفل أنواع الرياضة وممارستها، فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، وقد أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم مسابقة الجري بين أطفال ابن عمه العباس وكان يستقبل الفائز بصدره ثم الآخر وهكذا.
وقد لعب النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته مع الصبيان وأتاه جبريل وهو يلعب معهم فأخذه وشق صدره، كما ورد في الحديث، ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم على البنات اللعب بالمجسمات. فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل يتقمعن منه فيسربهن الى فيلعبن معي، والبنات هي التماثيل التي تلعب بها الطفلة الصغيرة، روى الطبراني عن أبي أيوب الانصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يديه أو في حجره فقلت يا رسول الله أتحبهما؟ قال وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاني من الدنيا أشمهما.
وذكر الرومي عدة مواقف تدل على أهمية اللعب للأطفال، منها: عن جابر رضي الله عنه: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربع وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر الى الحبشة يلعبون في المسجد وانا جارية فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو.
كما شــــــــاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة مواطن لعب الأطفال ولم ينكر عليهم، روى الطبراني عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رســــول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا الى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق مع الصبيان، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يده فجعل يفر هنا وههنا فيضحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل احدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم عانقه وقبله ثم قال: حسين مني وأنا منه أحب الله من أحبهما الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
إرشادات
وقدم الرومي للأبوين عدة أمور دينية ودنيوية تهم كل أسرة فقال: يجب ان ندخل الأبناء لبيوتهم قبل المغرب، حيث تنتشر الشياطين في الشوارع، كما يجب ان يحفظ الأبناء الأحاديث التي تحث على ذلك منها: «احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين»، وحديث «إذا جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنــتشر حيـــنئذ فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم».
ودعا الرومي الأبوين الى عدم التدخل في شؤون الطفل أثناء انصرافه في اللعب إلا اذا جاء وقت الطعام او نومه او تعرضه للخطر، كما يجب ألا تفرض عليه لعبة معينة، بل يعطى الطفل فرصة اللعب وفقا لمستواه وميله الخاص، كما يجب ان يشارك الابوان في لعبه من حين لآخر وتشجيعه على اللعب الجماعي حتى نبعد الطفل عن الانطواء وتعليمه قيمة الوقت وأن نشجعه على الوثوق بإمكاناته وقدراته وتركه يحاول حل مشاكله بالإشراف عليه من بعيد حتى يصبح قوي الشخصية.
قيمة اللعب
وبين الرومي فوائد اللعب للطفل، منها القيمة الجسدية وتعلم مهارات الاكتشــاف، والقــــيمة التربوية، حيث يفسح اللعب المجال أمام الطفل لتعلم الشيء الكثير من خلال أدوات اللعب، والقيمة الاجتماعية وكيفية بناء العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، كما يتعلم القيمة الإبداعية عن طريق التعبير عن الطاقات الإبداعية لديه، بالاضافة الى القيمة الذاتية، حيث يكتشف الطفل عن طريق اللعب الشيء الكثير من نفسه كمعرفة قدراته ومهاراته من خلال تعامله مع زملائه ومقارنة نفسه بهم.