- نصيحتي للشباب المحافظة على الكويت والعمل بكل اجتهاد من أجل الارتقاء بوطننا الغالي
- عملت في القطاع النفطي والتحقت ببعض الدورات التدريبية ولكنني لم أجد نفسي في النفط
- التغلب على الصعاب يكون بالصبر وبذل الجهد وعدم الإحباط واحتساب الأجر ومواصلة العمل بمعنويات أعلى
- العمل الخيري علمني الكثير من الدروس وهو وصية والدي.. والعطاء يجب أن يكون على أسس وبالطريق الصحيح
- درست الهندسة الصناعية في الولايات المتحدة الأميركية وعشت فيها أياماً صعبة واجهتها بالصبر وحسن التخطيط
- في مرحلة مبكرة من عمري استشعرت حجم المسؤولية بعد وفاة والدي والحياة علمتني الكثير
- يجب أن يلعب الإعلام دوراً كبيراً في إبراز المشاريع الخيرية الكويتية لأنها مدعاة للفخر والاعتزاز
كتب: ناصر الخالدي
في البيت الذي عرف بالخير والعطاء والذي أصبح فيما بعد متحفا حمل اسم عبدالله العثمان، ذلك الرجل الذي ذاع صيته في الشرق والغرب لإسهاماته المتنوعة في خدمة الدين والإنسان فقد عاش يبني جسورا للتواصل الحضاري ونجح في بناء المساجد في العديد من الدول وحرص على تربية أولاده على الخلق والفضيلة، نشأ ضيفنا م. عدنان العثمان.
حصل من الولايات المتحدة على شهادة في الهندسة الصناعية ليعمل في القطاع النفطي وهو الامر الذي ساعده على السفر للالتحاق ببعض الدورات التدريبية في فرنسا والجزائر إلا انه سرعان ما قرر الانتقال من القطاع النفطي إلى القطاع المصرفي، ولعل هذه الرحلة تحكي لنا أهمية أن يختار الإنسان البيئة التي تساعده على النجاح وكذلك التخصص الذي يستطيع التميز فيه وهكذا استطاع أن يضع بصمات في القطاع المصرفي. عمل في القطاع العقاري وأجرى العديد من الصفقات الناجحة إلا انه يؤكد على ان النجاح في عالم العقار يتوقف على مدى قناعة الإنسان بما كتبه الله له من الرزق وكذلك السماحة في البيع والشراء. له باع طويل في العمل الخيري أثمر العديد من المشاريع الخيرية في داخل الكويت وخارجها، كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال الحوار التالي:في البداية لو تحدثني عن طفولتك وبعض الذكريات؟
٭ في عام 1957م كانت ولادتي في منطقة النقرة في بيت الوالد والذي أصبح فيما بعد متحفا تحت إشراف فريق الموروث الكويتي برئاسة الأخ أنور الرفاعي وهذا الفريق يتبع مركز العمل التطوعي الذي تشرف عليه الشيخة أمثال الأحمد وفي هذا البيت عشت طفولتي وتأثرت بوالدي ورأيت أهمية توجيهات الوالد في حياة الابن وفي مسيرته. وكانت طفولتي على مرحلتين لعل أبرزها تلك التي قضيتها تحت مظلة الرجل المحسن وكانت تربية الوالد يغلب عليها الحزم والجد والترغيب في العمل.
وماذا عن الوالدة ودورها في حياتك؟
٭ دور الأم مهم في حياة الإنسان وأنا تعلمت من والدتي الكثير التواضع واحترام الفقراء والضعفاء والطيبة إلى جانب الإشراف والتوجيه والاهتمام والمتابعة المستمرة لأدق التفاصيل، مما جعلني ولله الحمد أعيش في بيئة ملائمة.
وماذا عن رحلتك الدراسية؟
٭ درست في مدرسة الفارابي الابتدائية وأذكر أن من بين الذكريات التي لا أنساها في رحلتي الدراسية أنني لم أدخل إلى رياض الأطفال وعندما دخلت المدرسة رسبت في مادة، وكنت أتهرب من والدي وفجأة جمعنا الوالد لتوزيع المكافآت على إخواني بينما رفض إعطائي أي شيء ومنذ تلك اللحظة لم أعرف غير النجاح والتفوق وكان هذا الموقف من أعظم الدروس التي أثرت في شخصيتي. ثم كانت مدرسة الفيحاء للمتوسطة ومرحلة المتوسطة كانت مرحلة مهمة في حياتي فقد دخلتها بعد وفاة والدي مما جعلني أستشعر حجم المسؤولية ووجدت أن الحياة تغيرت بعد وفاة والدي مما جعلني ابذل جهدا مضاعفا.
وماذا عن مرحلة الثانوية العامة كيف وجدتها؟
٭ في مدرسة العديلية درست مرحلة الثانوية وكانت مرحلة ممتعة لكن كان فيها الكثير من التحديات وأذكر أن وزير التربية آنذاك الوزير جاسم المرزوق زار مدرستنا وسأل الطلبة: ما ملاحظاتكم؟ وكنا نتناقش مع الوزير حتى ان أحد الطلبة قال للوزير: لماذا أوقفتم الباصات؟ وقد أصقلت مثل هذه المواقف شخصيتي في المواجهة وفي طريقة الحوار.
هل واجهت معوقات أثناء دراستك وكيف استطعت التغلب عليها؟
٭ كنت أعاني من صعوبة في الكتابة خلال المرحلة الابتدائية لأنني بدأت الكتابة متأخرا إلا أنني وبالتعاون مع أحد الأساتذة الفلسطينيين واسمه الأستاذ عيسى الذي منحني من الاهتمام الكبير والتشجيع ما مكنني من إيجاد حل لهذه المشكلة عن طريق التدريب المستمر حتى تجاوزت هذا الأمر في وقت قصير وتعلمت بعد ذلك أن المعوقات يمكن مواجهتها بالصبر وبذل الجهد وعدم الإحباط.
هل كانت لك أنشطة وبرامج في هذه الفترة؟
٭ كنت مولعا بالقراءة منذ الصغر وقد قرأت الكثير من الكتب في مختلف العلوم والتخصصات حتى انعكس ذلك الأمر على شخصيتي فيما بعد والقراءة عالم جميل مليء بالمعلومات والفوائد وكنت أعتبر مكتبة والدي كنز عظيم بالنسبة لي وأتمنى أن نعمل على تشجيع أولادنا على القراءة لأنها تساهم في صناعة جيل ناجح.
بعد التخرج في الثانوية العامة إلى أين اتجهت؟
٭ الحقيقة كانت ميولي علمية ولذلك قررت الدراسة في الخارج وتحديدا في الولايات المتحدة الأميركية وتخصصت في الهندسة الصناعية لأنني وجدت لها مستقبلا ولأنني أحب الهندسة فكان الاختيار مناسبا وكما تعلم من أسباب النجاح حسن الاختيار بما يتناسب مع الرغبات والميول.
كيف وجدت الدراسة في الخارج؟
٭ كانت رحلة فيها بعض الصعوبات ففي أول الأمر جلسنا في بلدة وواجهنا بعض الظروف الصعبة ثم بدأت في تعلم اللغة الإنجليزية لأنها كانت البوابة نحو الحصول على الشهادة والدراسة في الخارج علمتني الاعتماد على النفس والحرص على العلاقات الاجتماعية والتخطيط الجيد للمستقبل إلى جانب تنمية المهارات والقدرات وصقل المواهب الشخصية والغربة تحتاج إلى صبر واجتهاد.
بعد التخرج في أميركا أين عملت؟
٭ بعد العودة إلى الكويت كان أمامي العديد من الفرص الوظيفية إلا أنني اخترت العمل في القطاع النفطي وحرصت على أن اعمل على بناء نفسي بنفسي كما فعل والدي وأثناء عملي في البترول ذهبت إلى فرنسا والجزائر لحضور بعض الدورات التدريبية ورغم أن العمل في القطاع النفطي أمنية لدى الكثيرين إلا أني لم أجد نفسي فيه، ومما ساعد على اتخاذ قرار الانتقال إلى مجال آخر أن سوق العمل في ذاك العصر الذهبي كان مفتوحا للشباب مع توافر كم هائل من الوظائف الشاغرة عكس ما هو عليه الحال الآن.
إلى أين انتقلت بعد العمل في البترول؟
٭ كانت عندي رغبة للعمل في القطاع المصرفي وبالفعل عملت في بنك الخليج بنصيحة من العم خالد يوسف المطوع، رحمه الله، وقد قضيت فترة طويلة من العمر بلغت ثلاثة وعشرين عاما في القطاع المصرفي وقد نجحت في التعرف على النظام الإسلامي من خلال العمل لمدة عام في بيت التمويل الكويتي كمساعد المدير العام لقطاع التمويل.
كيف وجدت القطاع المصرفي؟
٭ القطاع المصرفي من القطاعات التي تتطلب الاستمرارية في التطور لدى الموظف إذا ما أراد النجاح والوصول إلى هدفه، وهذه الاستمرارية تكتسب مع الخبرة المتراكمة عبر الأعوام، إلا أن الخبرة وحدها لا تكفي فلابد للموظف من أن يطور مهاراته ومعرفته في العلوم المالية والمصرفية ليتمكن من طرح الأفكار والحلول ومتابعتها وتطبيقها وكذلك فإن العمل المصرفي يعتمد روح العمل الجماعي فلابد للموظف أن يمتلك من المهارات والأخلاقيات المهنية ما تسهل له العمل ضمن فريق كفرد فاعل إيجابي ففي المؤسسات الكبرى وفي المشاريع العملاقة تجد أن العمل الفردي لا يحقق النجاح بينما العمل الجماعي هو فرصة للتميز والإبداع.
ماذا عن عملك الخاص في العقار؟
٭ عملت في العقار وحققت بفضل الله نجاحا في هذا المجال وأعتقد ومن خلال تجربتي أن النجاح في عالم العقار يحتاج إلى القناعة والسماحة في البيع والشراء مع التخطيط الجيد وعدم التخوف وقاعدتي التي اتبعها في عملي في العقار أنه لا توجد فرصة ضائعة ففي كل يوم تشرق فيه الشمس تكون هناك فرص وبالتالي من الضروري على الإنسان أن يسعى ويبذل الجهد ويتوكل على الله ويقنع بما أعطاه الله إياه من النعم التي لا تعد ولا تحصى وأن يكون أكثر حذرا عند الاقتراض لتمويل مشاريعه العقارية.
ما الرسالة التي توجهها إلى الشباب؟
٭ رسالتي إلى الشباب تقوى الله في الكويت والمحافظة عليها وبذل الجهد من أجل الارتقاء بالكويت وطننا الغالي، كما أنصح الشباب بضرورة التخطيط للمستقبل من خلال وضع أهداف واضحة ومحددة وعدم اليأس من المعوقات ومواجهتها بالصبر.
برأيك ما دور
الإعلام في إبراز الوجه الخيري للكويت؟
٭ أعتقد أن الإعلام يجب أن يلعب دورا كبيرا ورئيسيا في إبراز الوجه الحضاري لدولة الكويت في جانب الاهتمام بالعمل الخيري ومساندته، وكما تعلم فالكويت ساهمت في إقامة العديد من المشاريع الخيرية بعضها حكومي وبعضها الآخر من قبل لجان خيرية ونأمل من الإعلام أن يسلط ضوءا أكبر على هذه المشاريع.
برأيك ومن خلال تجربتك ما عوامل النجاح؟
٭ النجاح يتطلب رؤية واضحة وتخطيطا جيدا مع عزم واجتهاد ومداومة على الطريق دون الاستسلام للعقبات إن وجدت، بل على الإنسان أن يطالع الحياة بروح مليئة بالثقة بأن الله تبارك وتعالى يساعد الإنسان المجتهد ويكتب له الأجر.
ما الإنجاز الذي تفتخر بتحقيقه
في حياتك؟
٭ من أكثر الإنجازات التي أفتخر بها تنفيذ وصية والدي من خلال متابعة الأعمال الخيرية التابعة لوقفية الوالد وهذا الأمر تطلب مني وقتا وجهدا لكن الرحلة كانت ممتعة وقد تعرفت على جوانب مضيئة في سماء العمل الخيري.
لكم العديد من الأنشطة في دار العثمان، حدثني عن الدافع لهذه الأنشطة؟
٭ دار العثمان هي مشروع ريادي انتقل بمفهوم التواصل العائلي الذي تجسده الديوانية الكويتية إلى مفهوم أشمل وأعمق ألا وهو التكافل الأسري والاجتماعي على نطاق الوطن بأكمله، وقد كان لنا الإيمان التام بنجاح هذا المشروع والرؤية الخيرية الاجتماعية التي يهدف إلى تحقيقها من خلال برامجه التوعوية الأسرية التي تربي الطفل على القيم وتدعم المرأة على أداء دورها المحوري في بناء المجتمع وتمنح الشباب فرص العمل التطوعي وتنمية مهاراته الحياتية والمهنية.
هل لك طموحات سياسية أو برلمانية؟
٭ أنا بعيد كل البعد عن السياسة ويعجبني نظام الحكم وطريقة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولذلك فإن محاولة تغيير وضع ممتاز يعني انتقالك إلى الأسوأ وأعتقد أننا في الكويت ولله الحمد نحظى بأسرة حاكمة متواضعة ومتميزة وعلاقتنا كشعب معها على أفضل ما يرام وبالتالي فإن هذا هو الاستقرار السياسي الذي يجب أن نعمل جميعا على المحافظة عليه.
حدثني عن فكرة وقف العثمان متى بدأت وكيف كانت؟
٭ الوقف عادة متجذرة في عائلة العثمان منذ وجودها في الأحساء وهو ما يدل عليه نص وثيقة العائلة التي تسرد تاريخها منذ بداية القرن السابع عشر ميلادي وقد استمر انخراط العائلة في العمل الوقفي الخيري حتى يومنا هذا.
حدثني عن أبرز الأوقاف التي تمتلكون وثائقها؟
٭ من الأوقاف التي نملك وثائقها وقف عثمان بن أحمد العثمان في الكويت عامي 1870م و1877م. وكذلك وقف أحمد بن عثمان آل عثمان في الأحساء عام 1924م. وطبعا هناك وقف المرحوم عبدالله العثمان بثلث ماله الذي بدأ العمل به منذ تاريخ وفاته عام 1965م. كذلك أوقفت المرحومة منيرة حماد العميري والدة المرحوم عبدالله العثمان ثلث مالها للعمل الخيري، وكذلك المرحومة موضي العثمان شقيقة المرحوم عبدالله العثمان أوقفت ثلث مالها للعمل الخيري.
متى دخلت في الإشراف على وقف والدكم عبدالله العثمان؟
٭ دخلت مجال العمل الخيري الوقفي من خلال ثلث المرحوم بإذن الله والدي عبدالله عبداللطيف العثمان عام 1989وكنت حريصا على أن أتابع مسيرة والدي رحمه الله بعد بطء شديد عانى منه الثلث وذلك نتيجة غياب الرؤية الواضحة لمستقبل الثلث الخيري وكذلك غياب روح المبادرة لتطويره.
قد يكون ذلك لوجود بنود في الوصية تحتاج إلى تطبيق؟
٭ نعم هذا صحيح، فهناك بنود في الوصية لم تطبق بالشكل الصحيح نتيجة عوامل بيروقراطية وعائلية ولذلك وضعت جهدي لمعالجة البنود المتبقية من الوصية وبث الروح من جديد في وقف المرحوم عبدالله العثمان وتنفيذ وصيته على الوجه الذي أراد له وكان ذلك من خلال ترتيب أمور الأسرة داخليا ووضع ضوابط للعمل ومن ثم نقل هذه التجربة إلى عائلة العثمان في السعودية حيث تم تشكيل مجلس للأسرة هناك يقوم على متابعة شؤون أبناء العائلة وتقديم الدعم في مجالات مختلفة.
وماذا عن شراكتكم مع الهيئة العامة لشؤون القصر وبيت الزكاة؟
٭ حرصت على مخاطبة الهيئة العامة لشؤون القصر بضرورة تنفيذ وصية والدنا التي أوصى بها بالمشاركة في إدارة الثلث بين الهيئة بصفتها الحكومية والصالح من الورثة والذي تم على إثره تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة تضم ممثلين عن الطرفين الهيئة والورثة بحيث تم تحصين الوصية قانونيا برفعها إلى القضاء الذي أصدر حكمه العادل بتشكيل لجنة أوصياء إدارة وتنمية ثلث المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان التي تتضمن ممثلين عن الهيئة وممثلين عن الورثة و كان لتلك اللجنة الأثر الكبير في دفع العمل الخيري لثلث العثمان ولا يتسنى لنا إلا تقديم كل الشكر والتقدير لمجلس إدارة الهيئة العامة لشؤون القصر والعاملين بها وأخص بالذكر رئيس اللجنة الأخ العزيز أنور جاسم بورحمة لما يقدمه من دعم مستمر وجهود متواصلة لتنمية الثلث وتطبيق الوصية. وكذلك فقد حرصت على إرساء التعاون مع مؤسسة بيت الزكاة ضمن اتفاقية العمل المشترك التي من خلالها يمول الثلث مشاريع خيرية تنموية في العالمين العربي والإسلامي يشرف على تنفيذها بيت الزكاة وقد شكلت تلك الخطوة قفزة كبيرة إلى الأمام لما يتمتع به بيت الزكاة من مصداقية عالمية وكوادر متميزة.
ماذا عن المشاريع التي تخص العائلة؟
٭ من أكثر المشاريع التي نفتخر بها هي إنشاء دار العثمان وهي تطوير لمفهوم الديوانية الكويتية والتي تتوجه نحو خدمة العائلة والمجتمع الكويتي بكل أطيافه في آن واحد حيث تضم الدار مكتب خدمة العائلة وديوان العائلة وقاعتان للمحاضرات والتدريب وكذلك قمنا بتأسيس نظام الدعم المالي الأسري لأبناء المرحوم عبدالله العثمان وأقاربه بالمعروف والموجه لدعم التعليم والعلاج والدعم المعيشي هذا على صعيد العائلة أما فيما يتعلق بخارج العائلة فقد قمنا بتأسيس نظام الدعم المالي للأسر المتعففة في الكويت من غير أبناء عائلة العثمان موجه لدعم المعيشة والعلاج والتعليم.
وماذا عن الأنشطة والبرامج التي تقدمونها في دار العثمان؟
٭ من حيث إقامة البرامج والأنشطة التي تساهم في دعم المجتمع والأسرة الكويتية والعربية المسلمة (برنامج التأمين الصحي الجماعي لأبناء عائلة العثمان بمختلف فروعها ـ برامج تحفيظ القرآن ـ برامج دعم المرأة ـ رعاية برامج ثقافية من مثل مشروع الجليس ـ دعم إصدارات وطنية وتنموية ـ تكريم المتفوقين من أبناء عائلة العثمان في الكويت والسعودية ـ تكريم المبدعين من أبناء عائلة العثمان).
وماذا عن إنماء المال للمشاريع الخيرية؟
٭ فلسفة إنماء المال الخيري مهمة واستثماره بهدف زيادة الموارد الموجهة للمشاريع الخيرية بما يعود بالنفع على المستفيدين من الفقراء والمحتاجين في مختلف بقاع العالمين العربي والإسلامي هي رسالتنا التي نسعى من خلالها جاهدين.
حدثنا عن بعض المواقف والقصص المؤثرة في حياة والدك المحسن عبدالله العثمان؟
٭ من المواقف المؤثرة مع أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح، حيث روت المرحومة سهام عبدالله العثمان عن الوالد أنه دخل يوما على والدته صباحا ليخبرها بأن أمير البلاد الشيخ عبدالله السالم قد أمر بحضوره وهو ذاهب إليه الآن وبعد عودته في الظهيرة سألته ابنته سهام عن السبب وراء رغبة الحاكم في لقائه فأجاب أن أمير البلاد قد عرض عليه تولي إحدى الوزارات وقد اعتذر عن تلبية رغبته وحين سأله الأمير عن سبب اعتذاره أجاب «لا أستطيع إرضاء الحاكم على حساب الناس ولا أستطيع إرضاء الناس على حساب الحاكم» فتبسم الأمير رحمه الله وأذن له وأتذكر أنه في إحدى موائد الإفطار والتي دائما ما كانت عامرة بالناس كنت جالسا إلى جانب أبي وحين رأى والدي أحد الحراس واقفا لا مكان له طلب مني القيام عن المائدة وأفسح المكان للحارس حتى يجلس فتعلمت من هذا الموقف العديد من الدروس لعل من أبرزها احترام من هم أكبر سنا.
ماذا عن ذكريات العيد مع الوالد رحمه الله؟
٭ من الذكريات التي لا تنسى أن والدي كان يستدعي الخياط إلى البيت في النقرة لأخذ مقاسات جميع أهل البيت من الأبناء والخدم والعاملين ويأمر بتفصيل الدشاديش للجميع من نفس نوع القماش وبنفس اللون لا اختلاف بينهم في صورة واضحة تجسد مدى حرص الوالد على التواضع والمساواة فكنا جميعا نتوجه لصلاة العيد بالزي نفسه في مشهد جميل ورائع وهذه المواقف لا شك أنها تعلمنا أهمية التواضع.
الامتداد التاريخي لعائلة عبدالله العثمان في الكويت
في سياق اللقاء حرص م.عدنان العثمان على التحدث عن الامتداد التاريخي لعائلة عبدالله العثمان حيث تنحدر عائلة عبدالله العثمان من آل العثمان في منطقة الاحساء والتي تعود أصولهم فيها إلى العماير من بني خالد ووفقا لوثيقة المرحوم عبداللطيف العثمان والتي دونها قبل وفاته عام 1946م فإن عميد عائلة العثمان في الإحساء محمد بن عثمان انتقل بأهله من السياسب مع بداية القرن الثامن عشر الميلادي إلى محلة آل عيون وذلك حفاظا على أمن وحياة عائلته وابنه أحمد بعد فقدانه لابنه الأكبر عثمان في أحد صراعات بني خالد المتكررة في المنطقة وقد نشأ الشيخ أحمد بن عثمان في بيئة دينية تربوية ليصبح بعدها أحد شيوخ المذهب المالكي في المنطقة وقد توفي الشيخ أحمد عن ابنه عثمان والذي بدوره توفي مبكرا تاركا أملاكا ونخيلا لابنه الوحيد أحمد الذي تربى عند أخواله. ورزق الله أحمد كلا من عثمان ومحمد. أما محمد فقد أنجب خمسة أولاد إلا أنه قتل على يد العجمان، ليشارك بعدها ابنه أحمد في معركة كنزان إلى جانب جيش بني سعود عام 1915م والتي نتج عنها انضمام منطقة الاحساء تحت راية الملك عبدالعزيز آل سعود بعد انتصار جيشه فيها على العجمان والتي مهدت إلى توحيد المملكة العربية السعودية. أما أحمد فقد رزقه الله بأربعة أولاد هم عبدالعزيز وعثمان ومحمد وصالح أما الابن الآخر عثمان، مؤسس عائلة العثمان في الكويت، فقد سعى في تجارته التي أسس لها مع البدو بيعا وشراء ليتوسع في تجارته حتى وصلت الكويت والبحرين. هذا التوسع في التجارة توازى معه توسع عائلة العثمان خارج منطقة الإحساء. فقد تزوج عثمان في الكويت وأسس عائلته مع زوجته المرحومة شريفة بنت صياح فأنجب منها عبدالله ويوسف وفاطمة ولولوة. ووفقا لوثيقة الوقف العدسانية الأقدم في أرشيف عائلة العثمان في الكويت والمؤرخة في 3 صفر 1287هـ الموافق 4 مايو عام 1870م فقد باع عثمان بن أحمد العثمان نصف بيته في الكويت لزوجته التي أوقفته بدورها على ابنها عبدالله. وفي البحرين تزوج عثمان وأنجب من زوجته ولدا أسماه عليا، إلا أن عليا مات غرقا أثناء رحلة غوص سنة الطبعة عام 1923م في مغاص الديبل وتوفي معه ابنه عثمان وزوج ابنته خليفة وكلاهما بلا أولاد، فانقطعت بذلك المصاب ذرية آل العثمان في البحرين.
وكان للمرحوم أيضا زوجة في الاحساء وله منها ابنه أحمد الذي عرف بالمنطقة بدينه وتقواه، وقبل وفاته ترك أحمد لابنه عثمان وقفا من نخيل لله سبحانه وتعالى لايزال يدار من قبل أبنائه وذريتهم في الاحساء حتى يومنا هذا.
في الكويت أنجب عبدالله بن عثمان ابنه عبداللطيف والد المرحوم عبدالله العثمان. وقد امتهن عبداللطيف التجارة، ووفقا لسجلات المرحوم عبداللطيف المحاسبية فقد تشارك في تجارة الجلود والعقار مع تركي بن بداح الرشيد، وكانت له تجارته مع البدو بيعا وشراء مع شريكه وابن عمه في الاحساء عثمان بن أحمد العثمان. وعرف المرحوم عبداللطيف بأمانته والتي يدل عليها سجل الأمانات التي تركها لديه الناس ثقة به وبمكارم أخلاقه، فائتمنه الناس على مالهم وكذلك على أبنائهم في حال الوفاة والذي تبين لنا من كفالته لعمرة بنت الجواسر منذ تيتمت وهي طفلة وحتى بعد زواجها. وكذلك كانت له وكالة عن الأمير تركي بن سديري لإدارة عقاراته في الكويت. وكان للمرحوم عبداللطيف نصيب من تجارة الغوص على اللؤلؤ عام 1926 فكانت له شوعي يمتلكها ويخرج بها أبناؤه في موسمي الردة والرديدة حسب السجلات المحاسبية الخاصة به رحمه الله. وسوف ننشر كل تلك المستندات الموثقة في كتاب «المحسن الكبير» والذي أقوم حاليا على إعداده ليصدر قريبا بعد الانتهاء من إصدار كتاب «بيت العثمان» الذي يحكي قصة بيت العثمان بشكل مصور وباللغتين العربية والانجليزية منذ بنائه على يد المرحوم عبدالله العثمان نهاية الأربعينيات وحتى افتتاحه بإذن الله تعالى خلال احتفالات هذا العام بأعياد الوطني والتحرير بحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
صداقات وعلاقات
في حياة المحسن عبدالله العثمان صداقات واسعة وعلاقات ممتدة فقد كانت له صداقة حميمة مع الشيخ عبدالله الجابر الصباح ولعل أبرز معالم هذه الصداقة حضور الشيخ عبدالله الجابر حفل افتتاح جامع العثمان في بحمدون وقد حقق الجامع الكثير من الأهداف وجعل للمسلمين مكانة كبيرة في لبنان وهي البادرة التي يشيد بها أهل لبنان كما كان للمرحوم عبدالله العثمان اعتبار ومحبة لدى صاحب السمو الشيخ أحمد الجابر الصباح منذ أيام عمله في البلدية. كذلك جمعته صداقة مع الشيخ عبدالله الأحمد حيث تولى المرحوم عبدالله العثمان إمامة مسجد قصر نايف وقوفا على رغبة الشيخ عبدالله، واستمر في الإمامة حتى وفاة الشيخ عبدالله الأحمد، كذلك كانت له صداقات مع الشيخ عبدالله المبارك والشيخ مبارك الحمد ويوسف الفليج وخالد المطوع والعديد من رجالات الكويت يصعب علينا حصرها.
ثورة الجزائر
تحدث المهندس عدنان العثمان عن مواقف من حياة والده المحسن عبدالله العثمان في دعم ثورة الجزائر والتي شكلت دافعا كبيرا لدى والده عبدالله العثمان لدعم القضية والذي يظهر من خلال تبرعه السنوي للجنة جمع التبرعات لثورة الجزائر بمبالغ كبيرة لا تقل عن 100 ألف روبية وبلغت في عام 500 ألف روبية قائلا إن الاهتمام بقضايا الوطن العربي واجب تعلمناه من والدنا.
جمهورية مصر العربية ووسام الاستحقاق
استذكر العثمان موقف والده أثناء العدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية حيث تبرع لضحايا العدوان في بورسعيد وكان لهذه لتبرعات الأثر البالغ في دعم أهل مصر ليقوم رئيس مصر الراحل جمال عبدالناصر بتقديم وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى للمرحوم عبدالله العثمان.
القضية الفلسطينية محل اهتمام
لقد جسدت القضية الفلسطينية بطبيعة الحال الهاجس القومي والديني الأكبر لدى الشعب الكويتي ومنهم المرحوم بإذن الله عبدالله العثمان ولذلك شكل دعم أبناء الشعب الفلسطيني حيزا كبيرا من أعماله الخيرية التي استهدفت دعم الإنسان الفلسطيني في تعليمه وعلاجه فتركزت أعمال المرحوم الخيرية تجاه القضية في تبرعاته للجمعيات الخيرية المعنية برعاية الأيتام وتعليمهم وفي توفير العلاج للأسر الفلسطينية. كذلك كان تبرعه للجنة اليتيم العربي والتي تعهد من خلاله بإنشاء قاعة كاملة في المعهد الصناعي لتعليم وتأهيل الأيتام العرب في القدس، وسميت القاعة باسم «قاعة العثمان» تيمنا وعرفانا بتبرعه الكبير ودعمه للأيتام وكذلك تبرعه رحمه الله لترميم قبة مسجد الصخرة المشرفة.
زلزال أغادير
في محطة من المحطات التي توقفنا عندها تحدث العثمان عن العلاقة التي تربط والده بالمغرب فحين عصفت مأساة زلزال أغادير بالمغرب عام 1960 هب الشعب الكويتي لجمع التبرعات لإغاثة الشعب المغربي وكان عبدالله العثمان في مقدمة المتبرعين إذ بلغ تبرعه 350 ألف روبية.
كوادر عائلية
في كل النجاحات التي حققها المهندس عدنان العثمان في رحلته لتطوير وقف العثمان وكذلك في رحلته لبناء الصرح الاجتماعي الذي عرف بدار العثمان هناك أشخاص يعملون بروح عالية من أجل الإنجاز وتطوير عمل الثلث الخيري يدفعهم إلى ذلك الارتباط العائلي ولذلك يفتخر م.عدنان العثمان بكل كوادر عائلة العثمان العامل منهم والمتطوع .
الجانب الأسري
الحديث عن الجانب الأسري مهم في حياة الأشخاص الناجحين وهو ما يؤكد عليه م.العثمان الذي يفتخر بأولاده إيمان وعثمان وأحمد و يتمنى لهم الخير والسعادة وأن يكونوا جنودا من اجل هذا الوطن.