في اليوم الثاني بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى فرض «هدنة فورية خلال رمضان» واليوم 173 من حربها على قطاع غزة، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية في أكثر من منطقة ومدينة وركزت بشكل خاص على المستشفيات، بينما تستمر المفاوضات غير المباشرة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الافراج عن الأسرى والمحتجزين وادخال المساعدات.
وإلى جانب الخلاف الذي اظهر قرار مجلس الأمن بين أميركا واسرائيل، أشار استطلاع مؤسسة غالوب إلى أن 55% من الأميركيين يعارضون عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مقابل 36% فقط يؤيدونها.
وأظهر الاستطلاع تراجع تأييد الرأي العام الأميركي لعملية الجيش الإسرائيلي بغزة وتغير باتجاهاته مقارنة بنوفمبر الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 32 ألفا و490 قتيلا و74 ألفا و889 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة التابعة لحركة حماس أن دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية فرضت حصارا على مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وأضافت في بيان ان «الاحتلال يحاصر مجمع ناصر الطبي ويطلق النار والقذائف وغارات عنيفة في محيطه».
وأضافت أن «الكوادر الطبية والفنية والادارية وآلاف النازحين لا يزالون داخل المستشفى، وليست لديهم كميات كافية من مياه الشرب والطعام وحليب الاطفال، وحياتهم في خطر».
وفي خان يونس أيضا أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني خروج مستشفى الأمل القريب من مستشفى ناصر، عن الخدمة و«توقفه عن العمل بشكل كامل، بعد إجبار قوات الاحتلال طواقم المستشفى والجرحى على إخلائه وإغلاق مداخله بالسواتر الترابية».
وتزامن ذلك مع مواصلة الجيش اقتحام ومحاصرة مجمع الشفاء الطبي في غزة لليوم العاشر على التوالي. وقالت وكالة «الأناضول» إنه أحرق عددا من المنازل في محيط المجمع، واعتقل واقتحم عشرات الفلسطينيين وأجبر مئات على النزوح من محيط مستشفى الشفاء.
كما استهدفت طائرات إسرائيلية 3 بنايات سكنية تضم نحو 100 شقة ودمرتها بالكامل في محيط المجمع. وفي السياق، سقط 11 قتيلا على الأقل إثر قصف إسرائيلي على منازل عدة في رفح جنوبي قطاع غزة، التي تبدو إسرائيل مصرة على اجتياحها، رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح في المدينة.وعلى صعيد مفاوضات وقف اطلاق النار، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المفاوضات غير المباشرة مستمرة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، فيما يتركز الخلاف الرئيسي بشأن عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة.
يأتي ذلك غداة تقارير إعلامية إسرائيلية، عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، وأن إسرائيل استدعت وفدها المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة، بحسب «الأناضول».
ونقلت هيئة البث عن مصادر إسرائيلية لم تسمها أنه «المفاوضات مع الحركة مستمرة». وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن «الولايات المتحدة مستمرة في التواصل مع الوسيطين المصري والقطري».
فيما أفاد مصدر أجنبي مطلع لم تسمه الهيئة بأن «نقطة الخلاف الرئيسية تتمحور حول عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة، لكن لا يزال بالإمكان التوصل إلى تسوية».