تركزت الأنظار في قطاع غزة المدمر على الهجوم الاسرائيلي المركز منذ نحو اسبوع على مخيم النصيرات فضلا عن بيت حانون التي تسعى القوات الاسرائيلية إلى بلدة بيت حانون، بينما يواصل طيران اسرائيل ومدفعيتها ايقاع مزيد من القتلى والتدمير في القطاع المهدد بالمجاعة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن «الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإخلاء بيت حانون وشرقي جباليا في جريمة جديدة تحت غطاء مدفعي عنيف». وطالب المجتمع الدولي «بوضع حد لجريمة الاحتلال بملاحقته أبناء شعبنا وتهجيرهم».
واتهمت وكالة «وفا» الفلسطينية «قوات الاحتلال بإجبار كل العائلات المتواجدة في بيت حانون على النزوح منها لليوم الثاني على التوالي»أمس واعتقال عدد من الشبان. وحاصرت مدارس تؤوي نازحين في بيت حانون، وفقا لقناة «الجزيرة».
وفي مخيم النصيرات، واصل الجيش الإسرائيلي عمليته البرية شمال المخيم الواقع وسط القطاع لليوم السادس على التوالي أمس، وشن سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا على مناطق متفرقة منه ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وقصفت طائرات إسرائيلية مسيرة نازحين قرب النصيرات، بينما نسفت قوات الاحتلال بمتفجرات عددا من المنازل السكنية شمال المخيم، بحسب «وفا».
قنابل غير متفجرة
وفيما يستمر انتشال الجثث في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس العثور على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل (حوالي 460 كلغ) داخل مدارس بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من المدينة.
وقالت «الأونروا» إن وكالات الأمم المتحدة قادت «مهمة تقييم» في خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المدينة المحاصرة الأسبوع الماضي، ووجدت «تحديات كبيرة في العمل بأمان بسبب وجود ذخائر غير منفجرة، بما في ذلك قنابل تزن ألف رطل داخل المدارس وعلى الطرق».
وأضافت في بيان أن «الآلاف من النازحين داخليا يحتاجون إلى مجموعة من المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي والغذاء».
وأكدت «أونروا» أنه «لم يطرأ أي تغيير ملموس» على حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة.
وقالت الوكالة في بيان إن «181 شاحنة مساعدات تعبر إلى غزة يوميا» عبر المعابر البرية مع إسرائيل ومصر في أبريل الجاري. وأشار البيان إلى أن هذه الشاحنات «لاتزال أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكل من المعابر الحدودية والهدف المتمثل بـ 500 شاحنة يوميا».
بدورها، اتهمت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إسرائيل بمواصلة فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات وتوزيعها في غزة، وذلك بعد أن حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من كارثة في حال عدم إيصال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة. وقال المكتب في بيان بشأن الوضع بقطاع غزة والضفة الغربية، إن الحرب الإسرائيلية تسببت في تدمير البنية التحتية في غزة.
تأجيل الهجوم على رفح
وفي المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجنود جدد في الجيش أن إسرائيل تضرب حماس «بلا رحمة» وفق ما أفاد بيان صادر عن مكتبه.
وقال نتنياهو للجنود «إنكم تنضمون إلى الجيش في مواقع قتالية مهمة في سبيل صد عدو قاس»، مؤكدا «نحن نضربهم بلا رحمة وسنهزمهم».
إلى ذلك، أكد مصدران إسرائيليان لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أن بلادهما كانت على وشك بدء عملية عسكرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لافتين إلى أنها «تأجلت» بسبب الرد المتوقع على الهجوم الإيراني على الأراضي الاسرائيلية.
ولفت المصدران إلى أنه كان من المقرر أن يبدأ سلاح الجو الإسرائيلي إسقاط منشورات على أجزاء من رفح يوم الإثنين، وسط استعدادات لهجوم بري على المدينة التي نزح إليها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.
وشدد أحد المصدرين المسؤولين على أن إسرائيل «لاتزال مصممة على القيام بعمليات برية في رفح، رغم أن توقيت إجلاء المدنيين والهجوم البري القادم لا يزالان غير واضحين في الوقت الحالي».
العنف في الضفة
إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت قوات الأمن الإسرائيلية بأن «توقف فورا مشاركتها النشطة ودعمها لهجمات المستوطنين» المتطرفين على الفلسطينيين هناك.
وندد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتعرض الفلسطينيين في الضفة الغربية «لسلسلة هجمات ينفذها مئات المستوطنين الإسرائيليين غالبا ما يكونون مرافقين أو مدعومين من قوات أمن إسرائيلية».
وقالت الناطقة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شمداساني لصحافيين في جنيف «على السلطات الإسرائيلية بدلا من ذلك الحؤول دون وقوع المزيد من الهجمات بما في ذلك محاسبة المسؤولين عنها».