من أول من صنع النظارات؟
في هذه الأيام يضع معظم السياسيين الكبار والرجال المشهورين النظارات فوق عيونهم، ومن الممتع أن نتساءل فيما إذا كان مجرى التاريخ مختلفا عما هو عليه الآن، لو كان بعض حكام العالم يرتدون النظارات، إذ ربما كان سلوك الأباطرة والملوك مختلفا عما كان عليه لو استطاعوا رؤية العالم بشكل أكثر وضوحا.
لا أحد يعلم من هو الذي صنع أول زوج من النظارات، ففي عام 1366 كان روجر بالكون يكبر الكتابة بوضع جزء من كسرة زجاجية على الكتاب ولكن من هو أول من وضع الزجاج أمام العينين وإبقاءها هناك؟
وفي لوحة رسمت عام 1352م وجدت صورة للكاردينال (يوجون) وهو يلبس عدستين ذات إطارين وهما مثبتان فوق العينين، وهكذا فإن شخصا ما قد اخترع النظارات ما بين عامي 1366، 1352م.
وحالما بدأ ظهور الكتب المطبوعة زادت الحاجة للنظارات، وقد انحصرت صناعتها في شمال إيطاليا وجنوبي ألمانيا خلال القرن السادس عشر وفي عام 1639م أعطى الملك شارل الأول براءة لنقابة صانعي النظارات، وفي عام 1784 اخترع بنيامين فرانكلين النظارات ذات البؤرتين (للقريب والبعيد).
وفي هذه الأيام وفضلا عن مساعدة الناس في تحسين الرؤية، فإن النظارات من جميع الانواع لها فوائد جمة فنحن نعلم أن النظارات القاتمة تمنع دخول أشعة الشمس اللامعة المؤذية، وتستعمل العدسات الملونة لكشف التمويه والعدسات الحمراء يستعملها سائقو الطائرات ليلا، والمصورون الفوتوغرافيون والعدسات التي تمتص الاشعة البنفسجية تصنع لاستعمال المتزلجين على الجليد والطيران، واستكشاف القطبين ومتسلقي الجبال.
ويستعمل العمال في الأفران العالية الحرارة عدسات توقف الاشعة المبهرة وأما النافخون في صنع الزجاج فهم يلبسون نظارات تساعدهم على حسن الرؤية وإن قائمة النظارات التي تصنع لاستعمال أصحاب الاعمال المختلفة تتزايد يوما بعد يوم.
(من كتاب: هل تعلم - وفاء يوسف)