ما هو.. السراب؟
لنتصور أن هناك تائها في الصحراء، يحتضر من الظمأ.. إنه ينظر بعيدا.. ويرى شبح بحيرة من المياه الصافية.. محاطة بالأشجار!.. فيتطلع إلى مكان الماء.. ويذهب إليه.. فيتلاشى الشبح ولا يجد أمامه، وحوله، إلا الرمال الساخنة تحيط به، ولا ماء هناك!.
إن البحيرة التي رآها على البُعد كانت سرابا.. فما الذي سببها؟
إن السراب هو خدعة تلعبها الطبيعة على عيوننا بسبب أحوال معينة في الجو.. أولا، يجب ان نفهم أننا قادرون على رؤية جسم ما لأن أشعة الضوء تنعكس منه على عيوننا. عادة، هذه الأشعة تصل الى عيوننا في خط مستقيم.. وهكذا، إذا نظرنا بعيدا فيجب أن نرى فقط الأشياء التي فوق أفقنا.
والآن... نأتي الى خدعة الجو التي يلعبها بأشعة الضوء... في الصحراء، هناك طبقة من الهواء الكثيف فوق الأرض التي تعمل كالمرآة.. والجسم قد يكون بعيدا عن النظر، تحت الأفق.. لكن عندما تضرب بعض أشعة ضوء من هذه الطبقة من الهواء الكثيف، فتنعكس إلى عيوننا ونحن نرى الجسم كأنه فوق الافق وفي رؤيتنا.. ونحن «نرى» أجساما لا تستطيع عيوننا أن نراها في الواقع!.. وعندما تنعكس السماء البعيدة بواسطة هذه «المرآة» من الهواء، فإنها أحيانا تبدو أشبه بالبحيرة، فيكوّن لدينا سرابا.
وفي اليوم الحار، عندما نقترب من قمة مرتفعة، فقد نعتقد أن الطريق أمامنا مبلل.. إن هذا يكون سرابا.. وما نراه يكون ضوءا من السماء الذي يكون منحنيا بواسطة الهواء الساخن فوق الرصيف تماما بحيث يبدو قادما من الطريق نفسه.
والسراب يحدث عند البحر أيضا، برؤية سفن مُبحرة عبر السماء!.. وفي هذه الحالة، هناك هواء بارد قرب الماء، وهواء دافئ فوقه.. والسفن البعيدة، التي وراء الأفق، يمكن مشاهدتها لأن موجات الضوء القادمة منها تنعكس بواسطة طبقة الهواء الدافئ، يمكن مشاهدتها لأن موجات الضوء القادمة منها تنعكس بواسطة طبقة الهواء الدافئ، فترى السفينة في السماء!.. وأحد أشهر انواع السراب في العالم يحدث في صقلية بإيطاليا، عبر مضيق مسينا.. فمدينة مسينا تنعكس في السماء، والقلاع الجميلة تبدو عائمة في الهواء!
والشعب الإيطالي يسمونه «FATA MORGANA»، نسبة إلى مورجان لي فاي، التي يفترض أنها جنية شريرة سببت هذا السراب!
(من كتاب: كنز العلوم)