واصلت اسرائيل تحديها للمجتمع الدولي ضاربة بعرض الحائط كل الانتقادات الدولية لانتهاكها المقدسات في القدس المحتلة، إلى جانب عمليات الاستيطان المتواصل في العاصمة المقدسة والضفة الغربية، وقررت سلطاتها أمس تمديد أمر الإغلاق المفروض على الأراضي الفلسطينية حتى يوم غد «خشية اندلاع مواجهات في الضفة الغربية المحتلة».
وقالت مصادر إسرائيلية إن قرار التمديد الذي أصدره وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك جاء بعد أن تلقت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إنذارات حول إمكانية اندلاع مواجهات في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك ومواقع عدة في الضفة، على خلفية افتتاح «الهيكل الصغير» أو ما يسمى بـ «كنيس الخراب» الذي يعتبر الأكبر في القدس القديمة ولا يبعد عن المسجد الأقصى سوى بضع عشرات من الامتار. من جهتها، ذكرت مصادر فلسطينية أن قوة معززة من شرطة وحرس حدود الاحتلال تمركزت على متاريس وحواجز نصبتها منذ ايام على بوابات القدس القديمة للتدقيق ببطاقات المواطنين، ومنعتهم من دخول البلدة، كما منعت التجار ممن لا يسكنون في أحياء البلدة من الدخول والالتحاق بمتاجرهم ومراكز أعمالهم، الأمر نفسه الذي انطبق على طلبة المدارس في حركتهم من والى البلدة القديمة. وأكد حراس المسجد الأقصى استمرار إغلاق بوابات المسجد الأقصى باستثناء ثلاث بوابات هي السلسلة والناظر «المجلس» وحطة مع تشديد الدخول لمن تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما، فيما لم يتمكن كثير من الطلبة من الالتحاق بمدارسهم داخل المسجد بعد إغلاقها من قبل شرطة الاحتلال. إجراءات الحصار وعمليات الاستيطان المتواصلة، دفعت وزارة الخارجية الأميركية لاستدعاء السفير الاسرائيلى في واشنطن مايكل اورون لعقد لقاء مع جيمس ستاينبرغ نائب وزيرة الخارجية الأميركية.
وأكدت صحيفة «يدعوت احرونوت» الاسرائيلية أمس في تقرير لها على شبكة الانترنت ـ ان ستاينبرغ أنب السفير الاسرائيلى بشأن اعلان اسرائيل عن خطة بناء 1600 وحدة إستيطانية جديدة في القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الاخيرة لاسرائيل. وقالت صحيفة «يدعوت احرونوت» إن مسؤولين في واشنطن اقروا في الوقت نفسه بأن الخلاف الاخير بين اسرائيل والولايات المتحدة بشأن خطط البناء في القدس يتصاعد الى ازمة. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى وقلل لدى افتتاحه اجتماع حكومته الأسبوعي أمس من أهمية الخلاف محاولا، تهدئة حدة الأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال نتنياهو معلقا على عناوين الصحف الإسرائيلية التي تحدثت عن أزمة عميقة في العلاقات بين إسرائيل والولايات «لقد فتحنا الصحف هذا الصباح وقرأنا تحليلات وتقديرات مختلفة وأنا اقترح ألا ننجر وأن نهدأ».
وأضاف: «لقد مررنا بأزمات وثمة حاجة لأعصاب باردة وقعت هنا حادثة مؤسفة ومؤذية ما كان ينبغي أن تحدث» في إشارة إلى الإعلان عن قرار بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة «رمات شلومو» خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.
وذكرت الصحف الإسرائيلية ان نتنياهو قرر في ختام اجتماع الهيئة «السباعية» الوزارية تشكيل طاقم المدراء العامية برئاسة مدير عام مكتب رئيس الحكومة من أجل منع إمكانية تكرار الإعلان عن أعمال بناء خلال زيارات مسؤولين أميركيين لإسرائيل لكن نتنياهو رفض الاستجابة لطلب الإدارة الأميركية بإلغاء قرار البناء في «رمات شلومو».