بين ساعة وأخرى تتبدل النتائج الأولية التي تعلنها المفوضية العليا للانتخابات العراقية تباعا، لتؤكد شدة المنافسة بين كتلة «العراقية» بزعامة إياد علاوي المنافس اللدود لرئيس الحكومة نوري المالكي زعيم ائتلاف «دولة القانون».
ومع إعلان استعادة المالكي موقع الصدارة في النتائج الأولية أمس وتقدمه على علاوي ،إلا ان تقارب النتائج فاقم قلق «ائتلاف دولة القانون»، خاصة ان المفوضية العليا للانتخابات أعلنت أمس تقدم «القائمة العراقية» بعد فرز 89% من محطات الاقتراع ومن ضمنها 70% من التصويت الخاص. وأظهرت المعطيات وفق تعداد اجرته وكالة فرانس برس حصول ائتلاف المالكي على ما مجموعه 2.448.452 صوتا مقابل 2.408.547 لقائمة علاوي، وبذلك تشير الارقام المتوافرة الى تفوق المالكي بنحو اربعين الف صوت.
من جهته،اعتبر رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي أنه من المبكر الحديث عن نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية.
واعرب علاوي في تصريح للصحافيين لدى وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة رسمية للبنان يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين عن تمنياته بأن «تؤخذ قناعة العراقيين ورأيهم بالكامل رغم ما حدث من أخطاء قبل الانتخابات وبعدها سواء بالنسبة للاعتقالات او الاغتيالات التي حصلت لمرشحي القائمة العراقية».
وتمنى علاوي ألا تحصل «عمليات خطف لإرادة الشعب العراقي بل يجب ان تكرس هذه الارادة وان تنعكس بشكل جيد على القادة السياسيين» مؤكدا «اننا نفي بوعودنا وهي ان تنتقل السلطة بهدوء وباستقرار من الخاسر الى الفائز».
ورأى علاوي «انه من المبكر الحديث عن النتائج لأنه سيتبعها اعتراضات ومن ثم تذهب الى المحكمة العليا» مؤكدا انه سيحترم ارادة الشعب العراقي وقراره «على الرغم من كل الشوائب التي حصلت».
ورغم استعادة تكتل ائتلاف دولة القانون الصدارة، أكدت مصادر مقربة من المالكي وجود «قلق» بشأن النتائج الجزئية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وأظهرت تقاربا في النتائج بين قائمتي المالكي وعلاوي.وقال المرشح علي العلاق المقرب من المالكي في تصريح لتلفزيون «العراقية» التابع للحكومة «كانت المعطيات لدينا هو احتلال دولة القانون المرتبة الأولى لتكون القائمة الكبرى، لكن مع الأيام حصل تصاعد غير طبيعي لصالح القائمة العراقية».
قلق وتلاعب
وأضاف «نحن نعيش حالة من القلق وأرسلنا وفدا إلى مفوضية الانتخابات وطلبنا إعادة تدقيق أصوات الناخبين، وشكلنا فريق عمل لتدقيق النتائج وسنتعامل بروح رياضية إذا جاءت النتائج متطابقة، وفي حال حصول فارق في النتائج سنعلن موقفنا الرسمي».
كما طالب المرشح في قائمة ائتلاف دولة القانون علي الأديب بإعادة الفرز نظرا لما سماه بالتلاعب الواضح لصالح كتلة علاوي.
وقال الأديب إن موظفين في الانتخابات أبلغوا قائمة المالكي بأنه يجري التلاعب في الأصوات لصالح منافس رفض أن يكشف اسمه. وأضاف الأديب «نستطيع فقط عندما تظهر نتائج إعادة العد والفرز أن نقول إن النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات كانت دقيقة أو لا».
المفوضية والشكوك
وفي المقابل أعلنت المفوضية العليا العراقية ان المركز الوطني للعد والفرز سيدقق جميع البيانات من جديد في كل المحافظات العراقية. وقال عضو المفوضية إياد الكناني إن عملية مراجعة شاملة ستجري على كافة أوراق الاقتراع بعد الانتهاء بشكل كامل من عمليات فرز صناديق الانتخاب العراقية.
من جهة أخرى، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف بشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان انه «لا يعتقد ان التوصل الى تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة سيكون سريعا او دون عراقيل».
غير ان المسؤول الأميركي اعرب في الوقت ذاته في تصريحات صحافية عن اعتقاده أن «العراقيين سينجحون في نهاية المطاف في تشكيل حكومة تجمع كل العراقيين».
واكد فيلتمان أيضا ضرورة أن «تواصل الحكومة العراقية في المقابل الالتزام بالاهداف التي اعلنتها في تحقيق الامن للشعب العراقي او غير ذلك من الاهداف».
واقرأ ايضاً:
مسؤول نفطي: لم ننقّب عن البترول في الأراضي العراقية
واشنطن: لن ندعم البرادعي في الانتخابات الرئاسية
إسرائيل تحاصر الأقصى بمزيد من الكنس اليهودية
الأسد محذراً من خطورة أوضاع المنطقة: الحكومة الإسرائيلية ليست شريكاً في السلام
إيران تبني مفاعلاً نووياً جديداً هذا العام
العولقي يدعو مسلمي أميركا إلى الانتفاضة