بعـد أسابيع من التـرقب، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال خطاب ألقاه في البـرلمان ان المرشح الذي سـيكون مـرشح حـزب العـدالة والتنمـيـة الحـاكم الى الانتـخـابات الرئاسـيـة هو وزير الخارجية عبدالله غول.
وبذلك تخـلى اردوغـان عن ترشــيح نفـســه الى هذا المنصب الذي عارضته الاوساط العلمانية بقوة خوفا على النظام من طغيان المد الاسلامي الذي يمثله اردوغان.
وقـال رئيس الوزراء التـركي امـام الكـتلة البـرلمانيـة لحـزبه المنبـثق عن التـيار الاسـلامي «اخي (غـول) الذي أسسنـا معه هذه الحـركة هو مـرشح حزبنا لكي يـصبح الرئيس الحـادي عشـر للجمـهورية التـركيـة، في ختـام مشـاوراتنا».
وأضاف «لقـد شهـد الشعب الخـدمات التي أداها غول لبلاده».
واكـد ان «قــرار برلماننـا سـيكون قــرار شـعــبنا ان الانتـخــابات هي من أجل بـلادنا، وأطيب تمنيــاتي لكل مواطن».
وبإعلان هذا القرار المنتظر منذ أشهر صفق البرلمانيون وقوفا لغول ـ 56 عاما ـ وأتوا لتهنئته.
ويبـدو من شـبـه المؤكد ان وزيـر الخارجـيـة التـركي سـيصـبح الرئيـس المقبل للـبلاد حـيث ينتـخب البـرلمان التركي الذي يتمـتع فيه حزب العدالة والتنميـة بأغلبية، الرئيس التركي من خلال سلسلة من الاقتـراعات تبدأ بعد غد، على أن يتـولى الرئيس الجديد لتـركيا مـهام منصـبه يوم 16 مايو المقبل.
وكانت اللجنة المركزية لحزب العدالة فوضت أردوغان في اجتماعها الاربعـاء الماضي لاختيار اسم مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، وأعـلن اردوغان وقتها انه لابد من اختـيار شخص قوي لرئاسـة الجمهورية وشـخص قوي لرئاسة حزب العدالة والتنمية، مشيرا الى ان اسم المرشح سيـشهـد مفاجـأة، حيث كـانت كل التوقـعات تشـير الى ترشيح اردوغان للمنصب.
غير أن أعـضاء كبارا في حزب العدالة والتنمـية، وله جذور اسـلامية، أعـربوا عن قلقهم من أن يفقد الحـزب أصواتا في الانتخابات العـامة المقررة في نوفمبر المقبل اذا ترك اردوغان الذي يتـمتع بشخصية قيادية محبوبة العمل السياسي الحزبي ليشغل الرئاسة.
ولم يقل أردوغان قط انه سيرشح نـفسه للرئاسة لكنه لمح بقوة الى هذه الامكانية.
غير أن اردوغان استبعـد نفسه على ما يبدو عندما قال في تصريحـات أدلى بها في حفل اسـتقبال بمناسـبة يوم السـيادة الوطنيـة ان مرشـح الحزب سـيكون شخـصيـة تصالحية.
ورغم أن غول الديبلوماسي يحظى بالاحـترام وأشرف على بدء محـادثات انضمـام تركيـا الى الاتحاد الاوروبي كوزيـر للخارجـية، لكنه قـد يثيـر قلق الجيش ايـضا لأن زوجته محجبة وستصبح في حالة انتخابه رئيسا لتركيا أول سيـدة أولى محـجبـة تدخل قصـر الرئاسة التـركي، وهذه القضية مصدر توتر مع العلمانيين في تركيا.
الصفحة في ملف ( pdf )