بيروت ــ عمر حبنجر
الاجواء السياسية في لبنان مستمرة في مسارها التفاؤلي، مع شيء من الحذر، فالنائب وليد جنبلاط يواصل اندفاعته اليومية باتجاه «الشركاء في الوطن»، لكن حزب الله وبلسان رئيس كتلة نوابه محمد رعد اعتبر ما يقوله رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي مجرد «تدوير في زوايا اللهجة»، في حين تطمئن مصادر حركة أمل «الأنباء» الى عدم توقعها حصول أزمات أمنية من اليوم وحتى موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية في 25 سبتمبر.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اعتبر أن لبنان لديه من الحصانة ما يمنعه من الوقوع في فتنة داخلية، لافتا الى ان المرحلة الحالية هي مرحلة مراوحة، وان الامر يحتاج الى مزيد من الوقت لتمحيص المواقف.
النائب رعد وفي حديث لإذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله أمس الاثنين اعتبر ان الكلام الاخير للنائب وليد جنبلاط هو «تدوير في زوايا اللهجة»، مشيرا من جهة ثانية الى ان جنبلاط لا يستطيع «حمل سمير جعجع رئيسا للجمهورية».
النائب رعد رأى أن هناك تدخلا اميركيا «سافرا ووقحا بالصوت والصورة في الشؤون اللبنانية الداخلية» مطالبا السفير الاميركي جيفري فيلتمان وادارته «بكف شرهم عن اللبنانيين»، ورأى أن أعظم انجاز أميركي تحقق في لبنان هو «تعطيل البلد»، واعتبر أن الاميركيين يتصرفون «وكأنهم هم الذين يريدون أن يأتوا برئيس للجمهورية اللبنانية» مؤكدا ان رئيس جمهورية لبنان «لن يكون أميركيا لا بالالتزام ولا بالهوى» وقال النائب رعد «بكل صراحة أي رئيس للجمهورية غير ملتزم بدعم خيار المقاومة ومعين من قبل السفارات الاجنبية لا يعبر عن اللبنانيين وعن تطلعاتهم»، موضحا ان هذه الخطوط غير متوافرة في صفوف قوى 14 فبراير.
ولفت الى ان حزب الله يقبل رئيسا للجمهورية يلتزم التفاهم الموقع بينه وبين العماد ميشال عون، مؤكدا ان المعارضة الوطنية اللبنانية «لن تتعاطى مع رئيس منتخب خارج نصاب الثلثين على انه رئيس دستوري وهي لن تعترف بشرعيته ولا بدستوريته»، مشددا على ان النصاب القانوني لانتخاب رئيس الجمهورية هو ثلثا اعضاء المجلس النيابي، وان المعارضة غير مستعدة للخروج عن الدستور، مشيرا الى ان أي تصرف مخالف للدستور «يعني شللا كاملا في البلد لمدة ست سنوات، وليتحمل مسؤولية هذا الخيار من يقدم عليه».
وتحدث النائب رعد عن خيارات متعددة يمكن أن تلجأ اليها المعارضة ورئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور في حال تعذر انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب الثلثين، ومنها تشكيل حكومة جديدة، «وعندها نكون أمام حكومتين في البلد».
النائب رعد وصف مبادرة الرئيس فؤاد السنيورة الاخيرة بمبادرة «اللامبادرة» واعتبرها «لعبا بالارقام والاوقات من أجل تضليل الناس»، واعتبر مذكرة السنيورة الى بان كي مون عن تهريب السلاح من سورية الى لبنان «محاولة لاستدراج أوسمة من الخارج».
وبخصوص المحكمة الدولية التي ستحاكم قتلة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، رأى النائب رعد ان المحكمة «أصبحت ورقة في جيب الاميركي يلعب بها وقتما يشاء».
الصفحة في ملف ( pdf )