بيروت ــ عمر حبنجر
بينما يواكب العالم ما يجري في شرم الشيخ على هامش مؤتمر جوار العراق، يبقى لبنان في مدار الاستحقاق الرئاسي الذي تقدم الملفات العالقة الاخرى.
وقد حصر الرئيس نبيه بري الرئيس العتيد بالدائرة التوافقية والحكم «والا العوض بسلامتكم بالبلد».
ونقل عن الرئيس بري امس انه لا مبادرات لديه، وان اي تسوية او مصالحة ستكون على اساس اعادة النظر بكل القرارات التي اتخذت في مجلس الوزراء.
مصادر رئاسة المجلس بدورها قالت ان الرئيس نبيه بري بعث برسالة الى البطريرك الماروني نصرالله صفير جدد فيها قبوله بالقضاء لدائرة انتخابية مع التشديد على انتخابات الرئيس العتيد على اساس نصاب الثلثين.
البطريرك صفير اختتم امس زيارة الى الڤاتيكان خصصها لبحث مستقبل الوضع المسيحي في لبنان من خلال المصاعب التي تواجه الاستحقاق الرئاسي في ظل التهديدات بانقسام البلد بين حكومتين.
وفي هذا السياق، علمت «الأنباء» ان اقتراحا حمله مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديڤيد وولش الى الڤاتيكان بأن يتولى البطريرك صفير تسمية الرئيس العتيد، وعندما اعتذر صفير نظرا لفشل سابقة مماثلة عام 1988 بناء على نصيحة اميركية عرض هذه المهمة على مسؤولي الدولة الڤاتيكانية الذين اعذروا بدورهم معتبرين ذلك بمثابة تدخل في شؤون لبنان من جانب «الكرسي الرسولي».
وفي معلومات لـ «الأنباء» ايضا ان اتفاقا تم التواضع عليه يقضي بايفاد مبعوث ڤاتيكاني رفيع الى لبنان في مسعى هادف الى جمع كلمة الفعاليات المارونية على مرشح يمكن التوافق عليه لتسلم زمام الرئاسة اعتبارا من 23 نوفمبر المقبل.
وعلمت «الأنباء» ايضا ان الرئيس اميل لحود سيتصل بالبطريرك صفير هاتفيا مهنئا بسلامة العودة من الڤاتيكان، وانه سيجري البحث في لقاء مشترك من اجل بحث الموضوع الرئاسي الذي بات اكثر الحاحا من اي موضوع آخر.
ويبدو ان الموضوع اللبناني سيكون على جدول اعمال زيارة الرئيس جورج بوش الى الڤاتيكان في التاسع من يونيو المقبل.
وحول الاستحقاق الرئاسي، صدرت تصريحات جديدة للعماد ميشال عون اكد فيها انه لن يتنازل عن الترشح لرئاسة الجمهورية ولن يؤيد اي مرشح آخر.
واضاف، في تصريح لـ «العربية»: لا استطيع ان اضمن ضمن الظروف الحالية اي شخص آخر، وقد مررت بالتجارب واعرف كم يتعين ان يكون لدى الانسان من شجاعة تقرب من المخاطرة كي يقف مواقف سياسية منقذة للوطن.
وكان اقتراح عون اجراء استفتاء شعبي حول رئيس الجمهورية العتيد اثار ضجة لم تهدأ بعد، فالنائب بطرس حرب وهو احد المرشحين للرئاسة اعتبر ان اقتراح عون مناقض للتركيبة اللبنانية والتوازن السياسي، واعتبر ان أي اعتداء على الدستور ولو لمرة واحدة هو كلام غير صحيح، فمنذ اقرار الطائف واقرينا التعديلات الدستورية كانت هناك 4 مناسبات عدل فيها الدستور، في انتخاب الرئيس الهراوي والتمديد للرئيس الهراوي وانتخاب الرئيس لحود ثم التمديد للرئيس لحود، وفي ثلاث مناسبات من الاربع خرقنا الدستور بصورة استثنائية، وهذا ما دفعنا الى المطالبة بالغاء هذه المواد.
اما عن طرح العماد عون فإنه بحسب حرب يضرب عملية التوازن السياسي في لبنان ويعيدنا الى ساحة العدد.
حزب الكتلة الوطنية طمأن العماد ميشال عون الى انه لا حاجة الى «صندوقة الخرطوش» لأن صندوقة الاقتراع ستنتصر للديموقراطية وضمن المهلة الدستورية.
الصفحة في ملف ( pdf )