لندن ـ عاصم علي
واجه رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون انتكاسة جديدة امس بعد تخلي اثنتين من كبريات الصحف البريطانية عن دعمهما لحزب العمال الذي يتزعمه، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية المقررة في 6 مايو الجاري.
ودعت صحيفة «الغارديان» المعروفة بدعمها التقليدي لحزب العمال، الناخبين إلى ترجيح كفة حزب الأحرار الديموقراطيين (وسط) على أساس دعوته الى اصلاح النظام الانتخابي وبالتالي إنهاء نظام الحزبين وإبداله بآخر نسبي يكون أكثر تمثيلا للساحة السياسية.
ونشرت الغارديان مقابلة مع زعيم الأحرار الديموقراطيين نيك كليغ قال فيها ان حزبه احتل موقع حزب العمال الحاكم، وان المعركة باتت «بين حصانين»، أي بينه وبين حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون.
وأضاف كليغ ان حزبه يطمح الى الحصول على مائة نائب إضافة الى 63 نائبا حاليا، لافتا الى أن كاميرون بات يخطط استراتيجيا «لمواجهة أي إصلاح جذري للنظام السياسي».
وقال ان هذا التوجه سيثبت أنه أكبر خطأ استراتيجي يرتكبه لأن المطالبة بالتغيير مصدرها ملايين الناس. كذلك كشفت صحيفة «ذي تايمز» التي يمتلكها روبرت مردوخ، أنها تدعم المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون. وكانت الصحيفة ذائعة الصيت أعلنت خلال انتخابات 2005 تأييدها لحزب العمال بقيادة توني بلير آنذاك.
وكانت ثانية كبرى المطبوعات الشعبية التي يمتلكها مردوخ في بريطانيا وأكثرها مبيعا «ذي صن» أعلنت في وقت سابق تأييدها لحزب المحافظين، الذي يتقدم حاليا بهامش ضئيل على منافسيه الاثنين في معظم استطلاعات الرأي لكن يبدو أن زعيم الأحرار كليغ تمكن من الدفع بحزبه للمرتبة الثانية متقدما على العمال، في استطلاعات الرأي خلال المناظرات التلفزيونية الثلاث التي أجريت بين زعماء الأحزاب في سابقة لم تشهدها الانتخابات البريطانية من قبل.
من جانبه، قال براون لصحيفة التلغراف إنه دفع «ثمنا باهظا» لقاء زلة لسانه في حق ناخبة انتقدت سياسات حزبه في موضوعي الهجرة والدين العام، لكنه أكد تصميمه على القتال حتى النهاية، وإن كان
مقرا بأن الوضع الحالي يشير إلى احتمال وصول خصمه كاميرون مدعوما بكليغ الى السلطة.وأفاد استطلاع للرأي العام أجراه معهد «يوغوف» بأن حزب المحافظين سيحصل على 34% من الأصوات، يليه حزبا العمال والديموقراطيين الأحرار بـ 28% لكل منهما.