على مرأى ومسمع من جميع دول العالم جددت اسرائيل امس عربدتها وتحديها لكل النظم والمواثيق الدولية، واستولى قراصنة بحريتها الإسرائيلية على سفينة المساعدات الايرلندية «راشيل كوري» التي كانت في طريقها لكسر الحصار على قطاع غزة، بعد أن حالت اعمال تخريب الاستخبارات الاسرائيلية دون انضمامها الى اسطول الحرية الاسبوع الماضي.
وعلى غرار من سبقهم على متن اسطول الحرية، رفض نشطاء ايرلنديون ومن جنسيات أخرى على متن «كوري» الرضوخ لأوامر قوات الاحتلال بتحويل مسار السفينة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، فما كان من كوماندوز الاحتلال الا ان استولى على السفينة وسط صيحات الاستهجان والاستنكار من النشطاء على متن السفينة والبالغ عددهم 15 ناشطا. حيث أكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي «اعتلت (القوات) السفينة ولم تكن هناك مقاومة من الطاقم والركاب».
من جهته اعتبر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف أن دافع النشطاء سياسي وليس إنسانيا وإنهم رفضوا مقترحا إسرائيليا ـ ايرلنديا مشتركا لحل المواجهة بشأن السفينة التجارية المملوكة لايرلندا.
بموازاة الاعتداء الاسرائيلي الجديد على سفن المساعدات الانسانية، تواصل غضب تركيا إزاء مقتل تسعة من مواطنيها في الاعتداء على السفينة «مرمرة». وفيما نقلت تقارير اعلامية لبنانية عن مصادر تركية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، يدرس المشاركة شخصيا في قافلة المساعدة المقبلة المتجهة الى غزة، بلغت انتقادات اردوغان للكيان الاسرائيلي ذروتها أمس الأول حيث اتهم اسرائيل بانتهاك وصايا العهد القديم.
وقال «أنا أتحدث إليهم بلغتهم. الوصية السادسة تقول (لا تقتل). ألا تفهمون؟»، «وأضاف أردوغان في كلمة تلفزيونية لأنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم «سأقول مجددا. أقول بالإنجليزية (لا تقتل). هل مازلتم لا تفهمون؟ سأقول لكم بلغتكم. أقول بالعبرية (لا تقتل)».
وفي ما اعتبر تصعيدا لا سابق له للهجة التركية في عملية لي الأذرع مع إسرائيل، اعتبر اردوغان أن «مصير القدس مرتبط بمصير اسطنبول، وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة»، أما على صعيد العلاقة الديبلوماسية المتدهورة بين أنقرة وتل أبيب على خلفية «المجزرة الاسرائيلية»، أكد السفير التركي في واشنطن نامق تان أن التوتر الراهن في العلاقات بين البلدين يمكن أن يزول إذا نفذت اسرائيل ثلاثة مطالب تركية.
ونقلت شبكة «إن تي في» الإخبارية التركية، عن تان الذي كان سفيرا في إسرائيل قبل أن يعين مؤخرا سفيرا في الولايات المتحدة، أن المطالب التركية، والتي تمثل شروطا لعودة الهدوء للعلاقات مع إسرائيل تتمثل في اعتذار إسرائيل أمام الرأي العام والاعتراف بمسؤوليتها عن مأساة اسطول الحرية، ورفع الحصار المفروض على غزة، والموافقة على إجراء تحقيق دولي مستقل. من جهتها، افادت الصحف التركية امس بأن مدعين في النيابة التركية فتحوا تحقيقا حول ملاحقات محتملة بحق كبار القادة الاسرائيليين اثر الهجوم الاسرائيلي. واكدت صحيفة «تودايز زمان» انه اذا جمع مدعي بكيركوي (اسطنبول) ما يكفي من الادلة فقد تتقرر ملاحقات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك وقائد اركان الجيش غابي اشكينازي. واضافت ان القادة الاسرائيليين قد يلاحقون بتهمة القتل والضرب والتسبب في جروح والقرصنة وهجوم على مواطنين في المياه الدولية.