تحسبا لمزيد من الاحراج واستباقا لأي تحرك انساني دولي قد يزيد الضغوط على اسرائيل لرفع حصارها الجائر عن غزة، بدأت اسرائيل حربا ديبلوماسية واعلامية على اساطيل الحرية التي بدأت تتشكل في غير مكان من العالم، خاصة السفن العشر المتوقع أن تبدأ الانطلاق من لبنان تباعا الى جانب سفينتين للهلال الاحمر الايراني وأخرى تتحضر في تركيا والبحرين والسودان واليونان والنرويج وغيرها من الدول الأوروبية.
فقد قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان اسرائيل طالبت دول الاتحاد الاوروبي بالعمل على منع مواطنيها المتضامنين مع الفلسطينيين من المشاركة في رحلات أساطيل السفن المتوجهة الى قطاع غزة المحاصر.
واكدت ان اسرائيل طلبت مؤخرا من دول الاتحاد الاوروبي العمل كذلك على منع انطلاق أي سفينة للتضامن مع الفلسطينيين من موانئها نحو غزة وكذلك الطلب الى مواطنيها الالتزام بهذا الامر وعدم المشاركة في أي رحلات تضامن. واذ أشارت الصحيفة في صفحتها الالكترونية الى السفن العشر القادمة من لبنان، كشفت أن الجيش الاسرائيلي بدأ يعد العدة لوقف اولى هذه السفن التي انطلقت مؤخرا من لبنان، مشيرة الى سفينة تضامن لبنانية تسمى «ناجي العلي» من المتوقع لها ان تصل من لبنان قريبا الى قطاع غزة في الوقت الذي بدأت سفينتان ايرانيتان اعدتهما هيئة الهلال الاحمر الايرانية رحلتهما الى هذه المنطقة المحاصرة.
واوضحت «ان هاتين السفينتين جرى الاعلان عن توجههما الى قطاع غزة بدعم من النظام الحاكم في طهران» مشيرة الى «ان عدد سفن التضامن هذه يتزايد ما يعني فتح جبهة سياسية امام اسرائيل التي تتعرض لانتقادات بسبب الحصار الذي تفرضه على الفلسطينيين».
وقالت «ان تقديرات الاجهزة الامنية في اسرائيل تشير الى ان حركة حماس سوف تتمكن من تنظيم ما لا يقل عن عشرة اساطيل سفن تضامنية مع قطاع غزة حتى شهر اكتوبر المقبل» ومع نهاية شهر رمضان المبارك.
واشارت الى «ان هذه الضائقة التي تعاني منها اسرائيل ازدادت بعد الهجوم الذي شنته في نهاية الشهر الماضي على اسطول سفن الحرية المتوجه الى غزة والذي قتل فيه تسعة متضامنين واصيب العشرات معظمهم من الاتراك».
واوضحت «أن اخر هذه المبادرات الخاصة بارسال سفن تضامن الى غزة انطلقت من لبنان والسودان وايران وكذلك البحرين اضافة الى النرويج وتركيا ودول اوروبية اخرى».
واكدت «ان التوقعات في اسرائيل تشير الى امكانية مشاركة المئات وربما يصل العدد الى الالاف من المتضامنين الذين طلبوا المشاركة في رحلات السفن المتوجهة الى غزة والذين من بينهم شخصيات عامة». في غضون ذلك، توقعت مصادر ديبلوماسية تركية حدوث أزمة جديدة مع إسرائيل بسبب احتجازها السفن التي شاركت في أسطول الحرية لغزة في ميناء أشدود الإسرائيلي حتى الآن.
وقالت المصادر إن السلطات الإسرائيلية ترفض أيضا إعادة الشحنة التي كانت تحملها سفن المساعدات الإنسانية لغزة وهى 10 أطنان من المساعدات الغذائية والطبية ومواد البناء.
وأكدت المصادر أنه لايحق لإسرائيل احتجاز السفن أو مصادرة ما عليها من مواد إغاثة ومساعدات.
وفي محاولة منها لامتصاص الضغوط عليها، قال وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي اسحاق هيرتسوغ عزم بلاده تخفيف الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة منذ ثلاثة أعوام.
وقال هيرتسوغ في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية: «أعتقد أننا أوضحنا للاتحاد الأوروبي ولتوني بلير (مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط) أن اسرائيل تعتزم تغيير شكل الحصار بشكل يسمح بنقل البضائع بسهولة إلى قطاع غزة».
إلا أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين أكد أن رفع الحصار البحري عن قطاع غزة يشكل خطرا على إسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ديسكين قوله خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس إن «فتح الإغلاق البحري على قطاع غزة سيشكل تطورا خطيرا جدا بالنسبة لإسرائيل».
واضاف «حتى لو تم إجراء تفتيش أمني دولي قبل وصول السفن إلى غزة فإن هذا سيشكل ثغرة أمنية عملاقة».
واستعرض ديسكين حجم الأسلحة الموجودة بحوزة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع وقال إنها «مستمرة في بناء نفسها والتزود بقذائف صاروخية سواء بصنعها في القطاع أو تهريبها».
ووفقا لديسكين فإنه «بحوزة حماس والجهاد الإسلامي 5000 قذيفة صاروخية بينها 4000 لدى حماس و1000 لدى الجهاد ويصل مداها إلى 40 كيلومترا وغالبيتها من صنع محلي لكن هناك عشرات القذائف الصاروخية التي تم تهريبها».