شن مسلحون متنكرون بزي عسكري امس هجوما على مقر الامن السياسي في عدن جنوب اليمن وتمكنوا من تحرير معتقلين بعد ان اشتبكوا مع حراس المقر، بحسبما افادت به مصادر وشهود عيان.
واوضح الشهود ان نحو خمسة مسلحين مجهولين هاجموا مبنى الادارة العامة للامن السياسي (المخابرات) في حي التواهي القريب من مرفأ عدن عند الساعة السابعة والنصف صباحا واشتبكوا لاكثر من ساعة مع قوى الامن مستخدمين قاذفات «الآر بي جي» والرشاشات والقنابل اليدوية.
واضاف الشهود انهم سمعوا تبادلا كثيفا لاطلاق النار بين حراس المبنى وبين المسلحين الذين تمكنوا من دخول المبنى وتحرير معتقلين.
ورجحت مصادر محلية وقوف تنظيم القاعدة وراء الهجوم على مبنى المخابرات في عدن التي تعد كبرى مدن الجنوب وتخضع لانتشار امني مكثف.
مقتل 10 رجال أمن
واسفر الهجوم، وفقا لمصادر طبية وشهود، عن مقتل 10 من عناصر الامن و3 عاملات تنظيف، كما اصيب 11 شخصا على الاقل بجراح.
وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المقر وسيارات الاسعاف تهرع اليـــــه، وقال مسؤول لـ «رويترز» إن الهجوم تسبب في نشوب حريق بالمبنى لكن تمت السيطرة عليه.
وذكر الموقع الالكتروني لـ «مأرب برس» ان تعزيزات عسكرية ارسلت إلى المكان وان القوى الأمنية شنت عملية لملاحقة المهاجمين في عدد من الأماكن بمدينة عدن بعد الاستعانة بقوات من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب.
ويضم مبنى الأمن السياسي سجنا خاضعا للحراسة المشددة يقبع فيه أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة وآخرون يشتبه بأنهم أعضاء في الحراك الجنوبي الداعي لانفصال جنوب اليمن عن شماله. وتواجه السلطة المركزية في اليمن تمردا في الجنوب من قبل الانفصاليين وتنظيم القاعدة الذي اصدر بيانا تعهد فيه «باشعال الارض» تحت نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المدعوم من السعودية والغرب، كما حرض البيان، الذي وزع امس، قبائل منطقة مأرب الشرقية على الوقوف في وجه الحكومة.
معتقلو غوانتانامو
من جهة اخرى، قال مسؤولون أميركيون ان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد ترفع الحظر جزئيا عن نقل ما لا يقل عن 20 يمنيا معتقلين في سجن غوانتانامو بكوبا الى بلادهم بعد ان قضت محكمة فيدرالية الشهر الماضي بوجود دليل دامغ يدعم مزاعم اليمني محمد العديني أنه اعتقل بوجه غير قانوني على أيدي الأميركيين لمدة 8 سنوات.
واعتقل العديني عندما كان في السابعة عشرة من عمره حين كان طالبا في معهد ديني في فيصل آباد بباكستان في مارس 2002، وسلمت باكستان العديني الى الولايات المتحدة بتهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول رفض الكشف عن اسمه قوله ان ثمة مجموعة من اليمنيين الذين من المتوقع أن يربحوا قضايا رفعوها بالإفراج عنهم بسبب عدم قانونية سجنهم في غوانتانامو. وأوضح مسؤول آخر ان الإدارة قد تخضع للمزيد من الضغط للإفراج بسرعة عن يمنيين آخرين، مشيرا إلى وجود أكثر من 20 يمنيا قد تقضي المحاكم الأميركية بالإفراج عنهم بسبب انتفاء الأدلة التي تبرر استمرار سجنهم.
وأضاف ان الحكومة قد تضطر إلى رفع الحظر جزئيا عن نقل المعتقلين إلى اليمن.