في محاولة لاستغلال انشغال العالم بموضوع الحصار على غزة وإعلان اسرائيل إجراءات تخفيفية عنها، أعطت بلدية القدس المحتلة الضوء الأخضر أمس الأول لقرار هدم 22 منزلا لفلسطينيين في حي سلوان العربي بالقدس الشرقية لبناء حديقة يهودية يطلق عليها «حدائق الملك» بيد أن الولايات المتحدة التي تحاول احياء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، أعربت عن «قلقها» حيال المشروع الذي كان جمد قبل أشهر عدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي «نعتقد ان هذا النوع من الخطوات يقوض الثقة التي تعد أساسية في تحقيق التقدم في المحادثات غير المباشرة والمفاوضات المباشرة التي يمكن ان تجري لاحقا بين الجانبين». وفي الجانب الإسرائيلي، انتقد وزير الدفاع ايهود باراك المشروع، وقال في بيان صدر في اسرائيل في وقت يقوم بزيارة للولايات المتحدة ان «بلدية القدس جانبت الصواب ولم تراع حساسية التوقيت» في اعلان هذا القرار. وحتى في صفوف مؤيدي الاستيطان، اعتبر وزير الإسكان ارييل اتياس الذي ينتمي الى حزب شاس المتطرف انه «كان حريا انتظار وقت أكثر ملاءمة».
في هذه الأثناء، وعلى صعيد تخفيف الحصار على غزة الذي أعلنته اسرائيل برا وشددته بحرا، سمحت وللمرة الأولى منذ أربع سنوات، «بإدخال المواد القرطاسية وألعاب الأطفال والفرشات والمناشف».
كما سمحت اسرائيل ايضا بدخول «جميع أصناف المواد الغذائية وجميع أدوات المطبخ لقطاع غزة». على ما أعلن رائد فتوح رئيس لجنة تنسيق دخول البضائع التابعة للسلطة الفلسطينية لوكالة فرانس برس.
وتابع انه «من المقرر ادخال 130 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب قطاع غزة) للمرة الأولى منذ فرض الحصار على قطاع غزة منذ أربع سنوات». وأضاف «ابلغنا بالموافقة على السماح بادخال أدوات صيد وقطع غيار سيارات تشمل الكاوتشوك وزيت السيارات وأدوات زراعية ومستحضرات تجميل وعطور وأدوات للرحلات الترفيهية وأدوات منزلية ولعب للأطفال»، مشيرا الى انها المرة الأولى التي تسمح فيها اسرائيل منذ فرضها الحصار على غزة قبل نحو ثلاث سنوات بإدخال تلك السلع.