حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الأول من ان أي محاولة اتهام لإسرائيل بسبب برنامجها النووي الذي لم تعترف بوجوده يوما، يمكن ان يعرقل تنظيم المؤتمر الدولي حول شرق أوسط خال من السلاح النووي والمقرر عقده في 2012.
ووجه اوباما تحذيره في بيان اثر محادثاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الابيض، وصف بأنه لإصلاح ذات البين وتضمن تطمينات بشأن سياسة إسرائيل الملتبسة حول الإستراتيجية النووية.
وقالت الرئاسة الاميركية في البيان ان «الرئيس حرص على الاشارة الى ان المؤتمر يمكن ان يعقد فقط في حال كانت كل الدول واثقة من المشاركة فيه».
وأكد اوباما حسب البيان ان «اي محاولة لاستهداف اسرائيل ستجعل آفاق عقد مثل هذا المؤتمر بعيدة الاحتمال».
ووافق اوباما ايضا على العمل مع اسرائيل لمنع اي جهود لاستهداف إسرائيل في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيعقد في سبتمبر المقبل، الذي اقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انعقاده في 2012 داعية إسرائيل إلى الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي مما يفرض على إسرائيل كشف ترسانتها النووية. واحتجت اسرائيل على ذلك مشيرة الى انها «الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الاوسط والبلد الوحيد المهدد بالفناء».
وبعد محادثاته مع نتنياهو أمس الاول، قال الرئيس الاميركي للصحافيين انه اكد لرئيس الحكومة الاسرائيلية ان السياسة الاميركية في مجال انتشار السلاح النووي في الشرق الاوسط «لم تتغير».
واضاف «نحن مقتنعون تماما انه نظرا الى حجمها وتاريخها والمنطقة التي توجد فيها والتهديدات التي تواجهها، فإن لإسرائيل متطلبات امنية استثنائية».
وتابع إنها «يجب أن تكون قادرة على مواجهة التهديدات او اي اخطار متضافرة في المنطقة. لذلك يبقى التزامنا بأمن اسرائيل ثابتا».
وأكد اوباما ان «الولايات المتحدة لن تطلب أبدا من اسرائيل القيام بأي خطوات يمكن ان تقوض مصالحها الامنية».
على صعيد عملية السلام، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن الرئيس أوباما قوله إنه يتوقع أن تبدأ المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل انتهاء التجميد المؤقت للبناء الاستيطاني في نهاية شهر سبتمبر القادم، مؤكدا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهد باتخاذ خطوات ملموسة في الأسابيع القادمة لتحريك المحادثات مع الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة ـ في تقرير اوردته في موقعها على شبكة الانترنت ـ إن تصريحات اوباما التي أدلى بها بعد جلسة مباشرة مع نتنياهو استغرقت 79 دقيقة في المكتب البيضاوي تعتبر الأولى التي يوضح فيها جليا جدولا زمنيا لمفاوضات السلام، وعكست أيضا تحولا ملموسا في توجه الإدارة لعلاقة شابها التوتر بعد فترة وجيزة من تولى اوباما منصبه.
وذكرت الصحيفة ـ نقلا عن معاونين للزعيمين ـ قولهم رغم أن الاجتماع شابه التكلف، إلا أنه كان ايجابيا بشدة مع تطرق أوباما ونتنياهو لمجموعة واسعة من الموضوعات الشائكة تشمل طموحات إيران النووية وبرنامج إسرائيل غير المعلن الخاص بالأسلحة النووية وكذلك عملية السلام.
ونقلت نيويورك تايمز الأميركية عن اوباما قوله «اعقد الأمل على أنه بمجرد بدء المحادثات المباشرة قبل انتهاء التجميد المؤقت أن يخلق ذلك مناخا يشعر فيه كل شخص باستثمار أكبر في النجاح، وذلك للوصول في النهاية إلى ايجاد مساحة أكبر من خلال مزيد من الثقة».
وقالت الصحيفة إن السلطة الفلسطينية ردت بحذر على الاجتماع، وقالت إنها ترغب أيضا في محادثات مباشرة إلا أن المسؤولية تقع على عاتق نتنياهو لوقف البناء الاستيطانى والموافقة على مفاوضات من شأنها أن تستأنف من حيث توقفت المحادثات المباشرة الأخيرة في عام 2008.
ونقلت الصحيفة عن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قوله عبر الهاتف نحن نحتاج رؤية الافعال وليس كلمات.