أعلنت وكالة مهر الإيرانية نقلا عن مساعد قائد الشرطة احمد رضا رادان انه تم توقيف 40 شخصا غداة الاعتداء المزدوج الذي أوقع مئات القتلى والجرحى في زاهدان، وذلك بتهمة «التسبب في اضطرابات» في مدينة زاهدان دون أن يقدم المسؤول تفاصيل اضافية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رضا قوله إن المشتبه بهم «حاولوا إشاعة جو من القلاقل في زاهدان بعد التفجير». وقال ان شرطيين كانا في عداد القتلى فيما أصيب عشرة آخرون من رفاقهما بجروح.
وحذر رادان دول الجوار الشرقي أي باكستان وأفغانستان من «نفاذ صبر الجمهورية الإسلامية» وقال «ان إيران قادرة على التصدي للأشرار الذين يخلون بأمن البلاد ويفرون الى الجانب الآخر من الحدود».
وأضاف نائب قائد قوات الشرطة الإيرانية «وجدنا أن المعلومات التي سلمناها الى جارتنا الشرقية قد وصلت الى أيدي أولئك الأفراد الذين كان ينبغي التصدي لهم».
وكان علي عبدالله نائب وزير الداخلية الإيراني قال في تصريحات نقلها أمس موقع التلفزيون الإيراني على الانترنت «ان المسؤولين عن هذه الجريمة تم تدريبهم وتجهيزهم خارج الحدود ثم قدموا الى إيران».
وقال «ان هذا العمل الإرهابي الأعمى نفذه مرتزقة من (عالم الاستكبار)» وهي عبارة تستخدم في الخطاب السياسي الإيراني للإشارة إلى القوى الغربية.
وأضاف علي عبدالله «يجب ان يدرك أولئك الذين خططوا لهذه الجريمة وجهزوا لاقترفها، انهم في عداد المسؤولين». وحث افغانستان وباكستان المجاورتين على «مراقبة حدودهما».
وفي نفس السياق دعا رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاءالدين بروجردي باكستان لأن لا تصبح الفناء الخلفي للاشرار.
ونددت العواصم العالمية وبينها واشنطن، بشدة بالاعتداء المزدوج غير ان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اتهم مباشرة الولايات المتحدة.
وقال لاريجاني في كلمة ألقاها في ختام المهرجان الوطني للشباب الإيراني «يجب على أميركا ان تعلم بانها لن تستطيع الهروب من تداعيات وعواقب هذه الحادثة وعليها ان تتحمل مسؤولية هذه اللعبة التي بدأتها».
وأضاف «لا يمكن للأميركيين ان يبرروا هذه الجريمة خاصة بعد ان اتضح للجميع العلاقة التي كانت تربط عبدالملك ريغي بالجانب الأميركي الذي كان يشجعه على تنفيذ مثل هذه الأعمال في إيران».
ودعا لاريجاني الإيرانيين من السنة والشيعة الى التحلي باليقظة والحذر من مؤامرات الأعداء ورص صفوفهم لمواجهة مثل هذه الجرائم البشعة التي تهدف الإيقاع بين أبناء الشعب الواحد على حد قوله.
بدوره، اتهم وزير الداخلية الإيراني مصطفى نجار من جانبه إسرائيل العدو اللدود لإيران.
ونقلت وكالة ايسنا عن الوزير قوله «ان الأعمال الإرهابية للصهاينة تسعى لتحقيق عدد من الأهداف منها الشقاق بين الشيعة والسنة». وأضاف ان أجهزة المخابرات الإيرانية وجهاز الأمن «يسيطران على الوضع»، كذلك دعا المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي في رسالة وجهها لسكان محافظة سيستان ـ بلوشستان «المسلمين الشيعة والسنة الى التحلي بالصبر والحفاظ على الوحدة»، بحسب ما أوردت وكالة فارس.
بدورها نقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن قائد كبير بالحرس الثوري قوله امس ان الولايات المتحدة ستواجه «تبعات» هجوم تفجيرين في جنوب شرق إيران.