بيروت - عمر حبنجر
دخلت المواجهات العنيفة بين الجيش اللبناني وبين جماعة فتح الاسلام وحلفائها في مخيم نهر البارد مرحلة دراماتيكية حاسمة.
ومع بزوغ فجر امس، انتقل الجيش من نمط القضم الى توسيع رقعة السيطرة واحكام الحصار على من تبقى من مسلحي «فتح الاسلام» في مسجد القدس وموقع صامد بعد تضييقه الخناق على هؤلاء عند محور التعاونية - ناجي العلي في الوسط.
غير ان تطورا سلبيا استجد قبل ظهر امس ظهر معه ان كل شيء مفخخ امام الجيش في هذا المخيم، ستة شهداء للجيش وعشرة جرحى سقطوا بانفجار عمارة مفخخة اثناء اقتحامها من قبل القوات «المجوقلة» بقصد تنظيفها من جماعة فتح الاسلام التي اخلتها تحت وطأة ضربات الجيش.
ويعتبر تلغيم الحجر والشجر وجثث القتلى وجيف الحيوانات احدى ابرز المعضلات التي تعيق دخول الجيش الى المباني القائمة وسط المخيم بعد تراجع من تبقى من المسلحين الى غربي وجنوب المخيم.
وجاء هذا التطور في وقت يستعد فيه الجيش المسيطر على جميع محاور المخيم لحسم الامر مع هذه الجماعات المسلحة التي ماتزال في مركز الانروا غرب المخيم والشمال، حيث التعاونية والشرق حيث مسجد القدس الذي حررته المراجع الدينية اللبنانية امس الاول من قدسيته بعدما حوله المسلحون الى قلعة مسلحة توزع الموت في كل اتجاه ذات اهمية عسكرية اسياسية، وقد حاصره الجيش بشكل قوي بحيث منع اذى المسلحين المتمركزين فيه عن القرى والطرقات المجاورة للمخيم، خصوصا الطريق الدولية الى عكار.
واعتبارا من الواحدة ظهرا، استأنفت مدفعية الجيش دك هذه المواقع، وشوهد حريق ضخم يندلع من مركز ناجي العلي الذي يحتله المسلحون.
في المقابل، اعلنت قيادة الجيش (مديرية التوجيه) انه في الوقت الذي لاتزال فيه يد الارهاب تعبث بأمن الوطن واستقراره بطرق واساليب شتى، حيث غدرت بالنائب وليد عيدو وآخرين، تواصل وحدات الجيش في نهر البارد توسيع نطاق سيطرتها وتضييق الخناق بشدة على ما تبقى من العصابة الارهابية المجرمة وتنتزع مواقعهم وتنظفها من الافخاخ والالغام، وقد تمكنت من ضبط مخزن كبير للمتفجرات يدل على اهداف هذه العصابة الارهابية ومآربها الهدامة.
ان قيادة الجيش تتوجه بالتعازي الحارة الى عائلة النائب الشهيد وليد عيدو وعائلات رفاقه والمواطنين الابرياء والشعب اللبناني عموما، وتؤكد العزم والاصرار على مكافحة الارهاب واستئصاله من جذوره أينما وجد، معاهدة اللبنانيين على بذل اقصى التضحيات وتقديم الدماء من دون حساب صونا لوحدة الوطن وسيادته وكرامة ابنائه.
وفي بيان الحاقي للقيادة من استغلال عصابة ما يسمى بـ «فتح الاسلام» للاماكن الدينية واستخدامها كمنطلق للاعتداء على مراكز الجيش وتخزين الاسلحة بداخلها، اقدمت عناصر هذه العصابة على التمركز داخل مسجد القدس وحولته الى مركز قتالي بغية استدراج الوحدات العسكرية الى استهدافه معتمدة تفجير بعض اجزائه لتأليب الرأي العام واستعطافه، وعلى الرغم من ارتكابات هذه الزمرة الباغية اكدت القيادة التزامها الصارم باحترام المقامات الدينية ودور العبادة وعاهدت المؤمنين على المساعدة لاحقا في اعادة اعمارة ما تهدم بسواعد العسكريين وبكل القدرات المادية المتوافرة، خصوصا ما لحق او ما قد يلحق بمسجد القدس من اضرار مادية.
قائد الجيش العماد ميشال سليمان تفقد بعد ظهر الخميس بلدة نيحا (الشوف) معزيا بالنقيب الشهيد خالد مرشاد الذي استشهد خلال احداث نهر البارد.
وعبر والد الشهيد فؤاد مرشاد عن اعتزازه وفخره بالجيش، وطالب قيادته بالاقتصاص من القتلة المجرمين الذين غدروا بعسكريين، واكد العماد سليمان ان دماء الشهداء الابرار هي امانة في ضمير الجيش الذي لن يستكين قبل سوق المجرمين الى العدالة.
وكان المخيم شهد امس وقبله نزوح المزيد من السكان بناء على نصيحة الحكومة اللبنانية كي تتسنى للجيش معالجة وضع الجماعات المسلحة الخارجة عن القوانين.
الصفحة في ملف ( pdf )