قتل ما لا يقل عن 6 اشخاص بينهم امرأة وعامل من بنغلادش واصيب 20 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف صباح أمس مكتب قناة «العربية» الفضائية في بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية.
وقال احد مراسلي قناة العربية لوكالة الانباء الفرنسية إن «الانفجار أدى الى وقوع قتلى بينهم موظفة وأحد حراس المقر وشخص آخر لم تعرف هويته».
وأدى الانفجار الى حدوث دمار شبه كامل في واجهة المقر وواجهات المنازل المحيطة به، وأحدث حفرة كبيرة على بعد عدة امتار من مدخل المقر، وفقا لمراسل فرانس برس.
وقد أكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك (غرب) تلقي جثث 4 اشخاص بينهم امرأة وشخص يحمل جنسية بنغلادشية، و16 جريحا بينهم طفل وامرأة جراء الانفجار.
الى جانب موظفي مكتب العربية، أكد احد حراس مقر النائب السابق لرئيس الوزراء سلام الزوبعي، لـ «فرانس برس» إصابة الزوبعي واثنين من حراس المنزل المجاور لمبنى مكتب «العربية». حيث يقع على بعد نحو 50 مترا.
ولم تمض ساعات قليلة على تفجير بغداد حتى دوى انفجار كبير في مدينة كربلاء ادى الى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا واصابة العشرات بجروح.
وقال مصدر امني في تصريح له مساء امس إن السيارتين المفخختين في المنطقة الصناعية عند مدخل كربلاء من جهة النجف استهدفتا الزوار المتوجهين إلى كربلاء لإحياء ذكرى ولادة الامام المهدي مما أدى إلى مقتل وإصابة 70 شخصا.. مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للزيادة.
وبالعودة إلى التفجير الذي استهدف «العربية»، قال اللواء جهاد الجابري مدير عام مكافحة المتفجرات ان «الانفجار وقع جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة كانت تحمل نحو 128 كلغ من مادة نترانت الامونيا، واحدث حفرة قطرها 3 أمتار ونصف المتر وبعمق متر و20 سنتيمترا».
وأكد التعرف على هوية الانتحاري وأنه «عراقي من مواليد 1982، يعمل في شركة كورك للاتصالات».
واتهم الجابري عناصر الأمن قائلا ان «السيارة وهي بيضاء اللون موديل 2008، لم تخضع الى اي تفتيش من قبل الحراس، وقاموا بإدخالها بإيعاز من احد الأشخاص الموجودين قرب مقر العربية».
وأوضح «المتفجرات كانت موضوعة في وسط السيارة ولو حاول احد الحراس تفتيشها لعثر عليها بسهولة ولكن احد الحراس أمرهم بالسماح لها بالمرور».
وتابع «اعتقد ان احد العناصر متواطئ وان عملية التفخيخ وقعت في منطقة قريبة جدا في احد المنازل القريبة».
لكن مراسل قناة العربية في بغداد أكد أن الانتحاري استخدم سيارتين متشابهتين لتضليل الحراس.
وقال المراسل ـ في اتصال هاتفي مع قناة العربية الفضائية ـ إن سيارة من نوع «كيا» لا تحمل متفجرات قام الحراس بتفتيشها، وقد دخلت إلى المبنى بحجة أنهم سيقومون بعملية صيانة لبرج لشركة كوراك للاتصالات بالقرب من موقع قناة العربية، ثم خرجت بعد ذلك بعشر دقائق لتعود السيارة المفخخة بنفس المواصفات ودخلت بشكل التبس على القوى الأمنية، حيث قام الانتحاري بتفجير نفسه.
وأضاف أن أثار الدمار الهائل غطت المنازل المجاورة، وقد أسفر الحادث عن مقتل سيدة تقوم بالخدمة في المكتب، وعدد آخر من الحرس ولم يقتل من طاقم العربية سواء من الفنيين أو المراسلين. بدوره، رجح اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد ان «يكون هناك تواطؤ ساعد في وصول الانتحاري الى مبنى القناة».
وأوضح ان «اي سيارة تدخل يجب ان تمر بحاجز امني تابع للعربية يبعد نحو 100 متر عن المبنى حيث يتم التفتيش قبل دخول المكان» مشيرا الى ان «دخول السيارة بهذه الصورة قد يكون وراءه تواطؤ من قبل الحراس».
وأكد ان الانفجار «من نهج القاعدة ويسعى للحصول على أهداف ذات بعد إعلامي، وارباك الوضع الأمني».
وكانت «العربية»، أغلقت مكاتبها في بغداد في 25 يونيو اثر تلقيها تهديدات بالتعرض لهجوم.
وكان مصدر في مكتب «العربية» في بغداد طلب عدم كشف اسمه قال لـ «فرانس برس» في وقت سابق، ان «مصادر في وزارة الداخلية أبلغتنا معلومات تتعلق بمجموعة إرهابية تراقب عن كثب المكتب الواقع في منطقة الحارثية في غرب بغداد استعدادا لاقتحامه ربما».