بيروت - داود رمال
واصل الجيش اللبناني عملية تمشيط واسعة للمواقع والمباني والانفاق في مخيم البارد الجديد، وعمد سلاح الهندسة الى تفكيك العديد من المتفجرات في الحدائق والطرقات.
وقامت مروحيات الجيش بعمليات تمشيط للناحية البحرية وسرعان ما تطورت الامور الى اندلاع الاشتباكات مرة اخرى طالت معظم محاور المخيم القديم، حيث لجأت جماعة فتح الاسلام منذ انكفائها عن المخيم الجديد.
وقال مصدر معني لـ «الأنباء» ان المسلحين العبساويين توزعوا بين المدنيين في المخيم القديم الذي استهدف في معارك الامس.
وعن طبيعة عمليات الجيش الآن، قال المصدر: عندما يتم رصد مجموعة او افراد من مسلحي فتح الاسلام داخل المخيم يتم على الفور ضربهم واستهدافهم بشكل مركز ومحكم وبما لا يصيب المدنيين بالضرر.
واوضح المصدر «ان الحديث عن انتهاء العمليات العسكرية كان المقصود به انه تم تحرير القسم الاكبر من المخيم ولم يعد هذا القسم مصدر خطر انما يعمل الجيش على تنظيفه وازالة الالغام والعبوات الناسفة المزروعة في المباني والطرقات، كما ان المخيم القديم تحت سيطرة النيران التابعة للجيش، وبالتالي الحديث عن انتهاء العمليات العسكرية هو في القسم الذي تم تحريره».
وشدد المصدر على ان «وقف العمليات العسكرية مرتبط بتحقيق الاهداف التي وضعها الجيش، اذ لا وقف للعمليات قبل تسليم المعتدين على الجيش احياء او جرحى او امواتا، واي طرح خارج هذا السقف مرفوض نهائيا.
كما ان وقف اطلاق النار الذي يتم الحديث عنه يتم عادة بين دولتين متحاربتين وليس بين دولة يقاتل جيشها على ارضه ضد عصابة ارهابية اعتدت على الجيش والقوى الامنية والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين، وبالتالي فإن الحديث عن وقف اطلاق النار في غير محله ولا يعني الجيش بشيء، كما ان الوقت هو في مصلحة الجيش لأن ما تبقى من مسلحي فتح الاسلام يستنزفون ويضعفون يوما بعد آخر».
وقال المصدر «ان اذعان ما تبقى من مسلحي فتح الاسلام للائحة شروط الجيش هو الاسلم لهم لأنه يحد من الخسائر في صفوفهم ويضمن لهم محاكمة عادلة بدل الاستمرار في العصيان والتمرد على السلطة الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني».
اوضاع مخيم البارد عرضها الرئيس السنيورة امس في السراي مع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي بحضور امين عام المجلس الاعلى للدفاع اللواء سعيد عيد ورئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي.
ثم ترأس السنيورة اجتماعا للبحث بمخططات اعادة اعمار المخيم بحضور ممثلة برنامج الامم المتحدة الانمائي منى همام ومدير عام «الانروا» ريتشارد كوك ونقيب المهندسين سمير ضومط ومدير شركة خطيب وعلمي الهندسية م.سمير الخطيب الذي ستتولى شركته دراسة اعادة اعمار المخيم وعدد من الاستشاريين.
الى ذلك اعلن الجيش قتل 3 جنود لبنانيين أمس اثر انفجار لغم زرعه عناصر من مجموعة «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد، كما افاد المتحدث.
وكان المتحدث العسكري اعلن في وقت سابق ان جنديا قتل فورا جراء الانفجار الذي وقع بينما كان الجنود في عملية داخل احد المواقع القديمة لفتح الاسلام في نهر البارد. وقضى الاثنان الآخران متأثرين بجروحهما.
الصفحة في ملف ( pdf )