انضم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديموقراطي هاري ريد الى معارضي بناء مسجد قرب موقع هجمات 11 سبتمبر، وذلك بعد يومين من إعراب الرئيس الاميركي باراك أوباما عن تأييده للمشروع.
وأصدر مكتب ريد أمس الاول بيانا جاء فيه ان «التعديل الأول (للدستور الأميركي) يحمي حرية الديانة. والسيناتور ريد يحترم ذلك، ولكنه يعتقد ان المسجد يجب أن يشيد في مكان آخر».
وأصبح ريد، الحليف الاكبر لأوباما في مجلس الشيوخ، أرفع مسؤول ديموقراطي يعارض مشروع بناء المسجد في الموقع السابق لبرجي التجارة العالميين في نيويورك، حيث قتل حوالي 3 آلاف شخص في هجمات 11 سبتمبر 2001 التي اتهم بتنفيذها تنظيم القاعدة.
وشن الجمهوريون حملة شعواء على أوباما بعد ان ايد بناء المسجد في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضي في إفطار رمضاني أقيم في البيت الابيض.
لكن أوباما عاد وقال السبت انه لم يعلق على «الحكمة» من مشروع بناء المسجد في «نقطة الصفر» (موقع الهجمات)، بل فقط على الحق في بنائه.
وفي محاولة لإحراج الجمهوريين، طلب السيناتور ريد منهم تمرير تشريع لمساعدة عمال الطوارئ الذين شاركوا في عمليات الإغاثة في هجمات 11 سبتمبر.
وقال في البيان انه «إذا كان الجمهوريون صادقين حقا فسيساعدون في تمرير هذا المشروع الذي طال انتظاره لمساعدة أولئك الذين كانوا أول من استجاب والذين دمرت صحتهم ومعيشتهم بسبب شجاعتهم في 11 سبتمبر بدلا من مواصلة الوقوف في وجه هذا التشريع الضروري جدا».
من جانبهم، تعهد مؤيدو مشروع إقامة المركز الاسلامي بالمضي قدما في المشروع الذي يتكلف 100 مليون دولار رغم تقرير أفاد بتخليهم عن الفكرة.
وقال شريف الجمال مالك العقار الذي سيقام فيه «بيت قرطبة» ان التقرير الذي تحدث عن تغيير مكان المشروع ليبتعد عن «نقطة الصفر» ونشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أمس الاول كاذب.
وأضاف الجمال، المدير التنفيذي لـ «سوهو بروبرتيز» المالكة للعقار، ان «كل شيء على المسار ونتحرك قدما فيما يتعلق بالموقع».
وكانت الصحيفة الاسرائيلية قد ذكرت ان القادة اتفقوا على التخلي عن الموقع منعا لتصعيد المشاعر المعادية للمسلمين في اميركا.
ويعترض الاميركيون في كل من الحزبين الجمهوري والديموقراطي وكثيرون من سكان نيويورك على هذا المشروع.
فقد أظهر استطلاع للرأي نشر يوم الاربعاء ان نحو 60% من الاميركيين على مختلف أطيافهم السياسية يعارضون بناء هذا المشروع قرب موقع هجمات سبتمبر. لكن مؤيدي المشروع يقولون ان اقامة مركز اسلامي فرصة لتعزيز فهم الاسلام الصحيح وبدء عملية تعافي بعد مرور نحو عقد على الهجمات.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري مهدت لجنة بمدينة نيويورك الطريق أمام إقامة بيت قرطبة الذي يبعد ببنايتين عن موقع هجمات 11 سبتمبر.
وتخطى المشروع عقبة سياسية كبيرة حين رفضت لجنة الحفاظ على معالم مدينة نيويورك طلبا بمنح العقار وضعا خاصا واعتباره من معالم المدينة.
ويعني هذا أن المبنى القائم يمكن هدمه ليحل محله المركز الاسلامي الجديد وهو مبنى مؤلف من 13 طابقا يضم غرف اجتماعات وساحة صلاة وقاعة للمؤتمرات العامة وحمام سباحة ومركزا صحيا واستديوهات فنية.