دعا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي امس الأول الولايات المتحدة الى تغيير نهجها قبل مطالبة إيران باستئناف المحادثات.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن خامنئي قوله لدى استقباله جمعا من المسؤولين بمناسبة شهر رمضان «إيران أجرت جولتين من الحوار مع اميركا في السنوات الماضية ولكنها لجأت الى منطق التهديد وقطع الحوار عندما شعرت بالعجز امام المنطق القوي لإيران».
وقال خامنئي «اننا نؤيد إجراء محادثات ولكن ليس في ظل التهديدات والعقوبات» وذلك في إشارة الى قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بفرض عقوبات والذي طرحته وساندته واشنطن.
وأضاف انه يتعين على الولايات المتحدة ان تعلم ان إيران لن ترضخ لأي ضغط ولن «تقدم اى تنازل بصفة خاصة في المجال النووي وسوف تواصل السعي وراء حقوقها حتى إنتاج وقود نووي خاص بها». وفي معرض الإشارة الى هجوم عسكري محتمل من جانب الولايات المتحدة ضد موقع نووي إيراني، اعرب خامنئي عن شكوكه إزاء تحقيق مثل هذا السيناريو.
وقال «انني اشك في انهم سوف يرتكبون هذه الحماقة ولكن اذا نفذوا مثل هذه التهديدات، عندئذ فانه يتعين عليهم ان يعلموا ان الرد الإيراني لن يكون مقصورا على منطقة الخليج ولكنه سوف يكون أوسع نطاقا».
وأضاف «الأزمات السياسية والاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها جبهة الاستكبار ناجمة عن سياساتها الخاطئة وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط وهي التي جعلت القادة الأميركيين يترددون في مواصلة احتلال العراق وافغانستان او الانسحاب من هذين البلدين».
من جهة أخرى، أكد رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية (روساتوم) امس أن التوصيل الوشيك لقضبان الوقود إلى مفاعل بوشهر النووي في إيران سيخضع لمراقبة مشددة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وجاءت تعليقات رئيس روساتوم، سيرجي كيريينكو، خلال محادثات مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، قبيل توصيل قضبان الوقود الروسية إلى المنشآت الإيرانية المقرر غدا.
كانت شركة ألمانية بدأت أولا مشروع إقامة بناء المفاعل في سبعينيات القرن الماضي، وتوقف المشروع عقب اندلاع الثورة الإسلامية ومن المقرر أن يستكمل الآن بتقنية المياه الخفيفة التي توفرها روسيا.
وقال كيريينكو إن المشروع المقام في ميناء بوشهر يبرهن أن إيران، باحترامها للقوانين الدولية، لها الحق أيضا في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وأضاف أن مفاعل بوشهر لا يمثل انتهاكا للعقوبات ضد إيران والتي وافق عليها مجلس الأمن فيما يتعلق بأنشطة نووية أخرى لطهران، في ظل اتهامات الغرب بأن الجمهورية الإسلامية تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
هذا وبعد 35 عاما من الانتظار، تطلق إيران غدا اول مفاعل نووي في بوشهر على الرغم من العقوبات الدولية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه بأنه يخفي طموحات عسكرية.
وسيبدأ التقنيون الروس والإيرانيون في المحطة غدا بشحن 165 من قضبان الوقود في المفاعل النووي ليصبح عندها رسميا منشأة نووية.
وستستغرق العملية التي تتم بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية حوالي 15 يوما بحسب رئيس البرنامج النووي الإيراني علي اكبر صالحي.
والمفاعل بحاجة الى شهر ونصف الشهر ليبلغ 50% من قدرته وليتم وصله بشبكة الكهرباء الوطنية، والى ستة او سبعة اشهر لتنتج المحطة طاقتها القصوى المقدرة بألف ميغاواط.
ويشكل اطلاق مفاعل بوشهر بالنسبة لإيران نجاحا تكنولوجيا وسياسيا و«شوكة في خاصرة خصومها»، بحسب صالحي. وأضاف «كلما زادوا ضغوطهم سرعنا وتيرة برنامجنا» النووي.