عواصم ـ وكالات: اعتبر قائد القوات البحرية الاميركية (المارينز) امس الاول ان تحديد الرئيس الاميركي باراك اوباما موعد يوليو 2011 لبدء سحب القوات الاميركية من افغانستان أعطى متمردي حركة طالبان املا في امكان الانتصار في الحرب المتواصلة منذ 2001.
لكن الجنرال جيمس كونواي قال ان المتمردين سيخيب املهم حين يدركون انه من غير المرتقب القيام باي انسحاب قريبا للقوات الاميركية المنتشرة في معقل طالبان في جنوب افغانستان.
وعلق كونواي على استحقاق يوليو 2011 بالقول «بشكل ما، اعتقد انه يعطي على الارجح عدونا قوة»، مضيفا «اعتقد انهم يقولون وبالواقع رصدنا اتصالات يقولون فيها (علينا ان نصمد لتلك الفترة)».
وتصريحات كونواي ستثير مجددا بالتأكيد الجدل حول استراتيجية الحرب التي اعلنها الرئيس اوباما واستحقاق يوليو 2011 ما يعطي ذريعة للجمهوريين الذين انتقدوا بشدة هذا الموعد واعتبروه تراجعا في التصميم في هذه الحرب.
ويدافع الديموقراطيون في الكونغرس عن تحديد هذا الموعد باعتباره وسيلة لدفع القادة الافغان الى التحرك بسرعة من اجل تولي المهام الامنية في البلاد.
ويواجه الرئيس الاميركي معارضة متزايدة لدى الرأي العام ودعوات من الجناح اليساري في حزبه الديموقراطي من اجل سحب القوات الاميركية بسرعة.
وقال كونواي ان عناصر طالبان سيصابون بصدمة بعد يوليو 2011 عندما سيمر هذا الموعد بدون انسحاب تام للقوات الاميركية «وحين ياتي فصل الخريف ولا نزال هناك نشن عمليات ضدهم كما كنا نفعل».
وقال الجنرال العائد من زيارة الى افغانستان ان الحكومة والقوات الامنية في الولايات الجنوبية الاساسية لن يكونوا مستعدين لتولي المهام الامنية من القوات الاجنبية «قبل بضع سنوات». واوضح انه ابلغ مشاة البحرية بان يكونوا مستعدين لمعركة طويلة.
وأضاف كونواي للصحافيين «اعتقد ان الأمر سيستغرق بضع سنوات لكي تكون الظروف مؤاتية لنا ميدانيا للقيام بمثل هذا التغيير» في إشارة الى قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) المنتشرة في ولايتي هلمند وقندهار.
وتابع قائلا: ان بعض الوحدات الافغانية «في بعض الاماكن» قد تكون جاهزة لتولي المهام الأمنية في العام 2011 لكن ليس في جنوب البلاد، معقل طالبان.
واقر بأن تأييد الرأي العام الاميركي للحرب في افغانستان يتراجع لكنه حذر من مخاطر انسحاب مبكر.
واضاف «اعتقد ان بلادنا تتعب اكثر فأكثر من الحرب» لكنه دعا الى التحلي بالصبر مشيرا الى تقييم بعض القادة العسكريين الذين قالوا «اما بإمكاننا ان نخسر بسرعة او ان ننتصر ببطء».
ووصلت اخر الوحدات لتعزيز القوات الدولية في افغانستان هذا الشهر حيث بلغ عديد القوات الأميركية حاليا حوالي مائة الف عنصر.
وقال كونواي «لدينا الزخم ونمسك بزمام المبادرة لكن الامر مختلف عن الإعلان ان الظروف الأمنية تغيرت بشكل جذري في هلمند».
وقال الجنرال الاميركي انه على الإدارة ان تشرح بشكل افضل المهمة للأميركيين وأهمية منع القاعدة من تعزيز صفوفها مجددا.
وأضاف ان جهود حكومة كابول لتشجيع المصالحة مع المتمردين قد تحدث تغييرا في مسار النزاع.
وجاءت تصريحات كونواي غداة اعلان جنرال اميركي يتولى تدريب القوات الافغانية انه يجب عدم توقع حدوث انتقال كبير للمهام الأمنية الى القوات الافغانية قبل سنة على الأقل.
وأشار وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى ان اي خفض للقوات بعد منتصف 2011 سيكون متواضعا لكنه اشار الى احتمال تسلم القوات الافغانية بعض المهام الامنية في بعض الاقاليم بحلول نهاية السنة.
وأعلن البيت الأبيض امس الاول ان اوباما لايزال يعتزم إجراء مراجعة للحرب في افغانستان في ديسمبر ورسم الاستراتيجية للسنة المقبلة.
مقتل ضابطين إسبانيين
ميدانيا، ذكرت مصادر في وزارة الداخلية في مدريد أن اثنين من ضباط الشرطة الاسبان ومترجما قتلوا امس بشمال غرب أفغانستان.
وقالت الوزارة إن الثلاثة قتلوا برصاص ضابط شرطة أفغاني كان يشارك في التدريب الذي تقوم به قوات أسبانية للشرطة الافغانية في قلعة نو.
وصرح وزير الداخلية ألفريدو بيريث روبالكابا لاذاعة «سير» بأن قوات الامن الاسبانية أطلقت أيضا النار على المهاجم وأردته قتيلا.
والاسبانيان القتيلان من أعضاء الحرس المدني التابع لقوة الشرطة شبه العسكرية وهما برتبة كابتن وليفتنانت. والمترجم الافغاني الذي قتل أيضا يحمل الجنسية الاسبانية.
وأفاد شهود عيان بأن مئات من المتظاهرين حاولوا عقب قتل الشرطي الافغاني اقتحام معسكر تابع لحلف شمال الاطلسي (الناتو) بشمال غرب أفغانستان والذي يضم قوات أسبانية.
وقالت مصادر حكومية أسبانية إن نحو 200 شخص تظاهروا أمام القاعدة لكنها نفت محاولتهم اقتحامها.
وأضافت المصادر أن المحتجين كانوا يريدون جثة ضابط الشرطة الافغاني المقتول موضحين أن قاضيا أفغانيا دخل القاعدة من أجل التصريح بتسليم جثة الافغاني.
ولدى أسبانيا نحو ألف جندي في أفغانستان ضمن قوة إيساف التابعة للناتو. وقتل 92 أسبانيا جرى إرسالهم إلى أفغانستان من بينهم 62 قتلوا في حادث تحطم طائرة في تركيا في عام 2003.