تنطلق في واشنطن اليوم مفاوضات السلام المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد توقف دام نحو عامين برعاية الولايات المتحدة التي أبدت املا في التوصل الى حل للنزاع المستمر منذ 62 عاما.
وستبدأ المفاوضات رسميا في جلسة مغلقة تجمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل وتوني بلير ممثلا للجنة الرباعية الدولية للسلام.
وقبيل انطلاق المفاوضات المباشرة، اقترح الرئيس المصري حسني مبارك على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي اتخاذ خطوات عملية للتدليل على جديتهما في السعي إلى التوصل لاتفاق سلام، مقترحا من بين خطوات أخرى نشر قوات دولية لمدة يتفق عليها بين الأطراف لإعادة بناء الثقة والإحساس بالأمن بين الجانبين.
وقال الرئيس حسني مبارك، في مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز»، ان عشر سنوات مرت منذ آخر مرة اقترب فيها الفلسطينيون والإسرائيليون من التوصل إلى اتفاق سلام دائم في طابا في يناير عام 2001، مشيرا إلى أنه خلال مشوار خدمته في القوات الجوية شهد الآثار المأساوية للحرب بين إسرائيل والعرب.
وأضاف أنه بعد نحو عامين من توقف المفاوضات المباشرة «فإننا نفتح الآن فصلا جديدا في هذا التاريخ الطويل».
وتابع الرئيس مبارك بأن الكثيرين يزعمون أن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة، محكوم عليها بالفشل مسبقا مثل غيرها.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن إسرائيل مستعدة للتخلي عن أجزاء من مدينة القدس المحتلة للفلسطينيين في إطار اتفاق سلام. وأضاف باراك، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، ان تقسيم القدس التي تقع في قلب الصراع بين بلاده والفلسطينيين سيشمل «نظاما خاصا» لإدارة المواقع المقدسة بالمدينة.
وقال باراك الذي مهد للقمة التي ترعاها الولايات المتحدة «ستكون القدس الغربية و12 حيا يهوديا يقطن فيها 200 ألف لنا، وستكون الأحياء العربية حيث يعيش نحو ربع مليون فلسطيني لهم».
وأضاف «سيطبق نظام خاص وترتيبات متفق عليها في الحي القديم وجبل الزيتون ومدينة داود».
وأوضح باراك أيضا أن أي اتفاق سيشمل نقل مواقع يهودية منعزلة في الضفة الغربية إلى داخل إسرائيل التي ستحتفظ بالكتل الاستيطانية الكبرى.
وأضاف أن أي اتفاق يجب أن يضمن أيضا أمن اسرائيل، بما في ذلك وجود على طول وادي الأردن عند الحدود الشرقية للضفة الغربية، إلى جانب «ترتيبات تكنولوجية».
ونأت الولايات المتحدة بنفسها عن احتمال الفشل المتوقع للمفاوضات عندما اعلن موفدها الخاص الى الشرق الاوسط ميتشل انه سيكون لواشنطن «وجود فعال وداعم» خلال المفاوضات ليلقي بالمسؤولية عن نتائجها على الطرفين المعنيين.
وقال ميتشل ان ملف المفاوضات يشكل «اولوية كبرى» للرئيس اوباما مضيفا انه بعد 20 شهرا من انقطاع الحوار المباشر و62 عاما من النزاع الذي تخلله فشل مدو للمفاوضات مرات عدة، تعتقد الولايات المتحدة ان هناك املا اليوم في التوصل الى حل اقامة الدولتين.
وقال انه احتمال «واقعي»، معترفا في الوقت نفسه بان «كثيرين لديهم رأي مخالف لذلك». وتضع واشنطن مهلة عام للمفاوضات.
وقد مهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لانطلاق المفاوضات باجراء محادثات امس الاول مع نظيريها الاردني ناصر جودة والمصري احمد ابوالغيط وممثل اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) توني بلير. كما التقت نتنياهو وعباس كلا على حدة.