بيروت - عمر حبنجر
وضع البطريرك الماروني نصرالله صفير حدا لردود الفعل السياسية على البيان الاخير لمجلس المطارنة الموارنة الذي اثار سلسلة ملاحظات حول اداء الحكومة في مجال التعيينات الامنية والبيوعات العقارية ومعاهدة حقوق الطفل في الاسلام.
وطبقا لما توقعته «الأنباء» امس، فقد اوضح البطريرك صفير في عظة الاحد من بكركي صباح امس ان البعض اراد ان يعطي البيان الصادر عن مجلس المطارنة يوم الاربعاء ابعادا لم نحمله اياها ولا رأيناها فيه.
واضاف: لقد اردنا ان نسترعي انتباه المسؤولين الى تعيينات في سلك الدرك من دون مباريات والى بيع اراض لبنانية من غير لبنانيين والى ما فيه مشروع عهد الطفل في الاسلام من محاذير، وذكرنا بما ورد في هذا المجال بالمادة التاسعة من الدستور اللبناني التي تقول باحترام جميع الاديان، ولم نرد ان نذهب ابعد من ذلك حرصا منا على سمعة البلد واهله، خصوصا المسؤولين من بينهم.
وتابع البطريرك صفير يقول: اذا كان بعضهم من هذه الجهات او تلك بادر الى استغلال هذا البيان لاغراض سياسية فإننا نأسف لذلك بالغ الاسف، ونرى انه استغلال لا شأن لنا به، وهذا يدل على ان كثيرا من اللبنانيين الذين يتعاطون الشأن العام اصبحوا للاسف الشديد لا يروون الا غاياتهم الخاصة ومآربهم الشخصية او الفئوية، وهذا يعطل الرؤية الصافية لشؤون البلد بمجملها، وباتوا يرون الناس فئتين لا ثالثة لهما، اما ان يكونوا معهم واما ان يكونوا ضدهم، ولا مجال في تفكيرهم لفئة محايدة لا تتوخى الا خير الوطن العام بمعزل عن اي فئة من الفئتين، وهذا قول لم يجرؤ عليه الا السيد المسيح الذي قال: من لم يكن معي كان علي. واستطرد صفير قائلا: نحن في النهاية في هذه او تلك من الفئتين بقدر ما تأتي للبلد بالفائدة والخير.
واكد صفير تأييده كل مسعى فيه الفائدة للبنان، مبديا اسفه لما نسمعه من تحديات من هذه الجهة او تلك حتى ليظن السامع ان الحرب الاهلية لا محالة واقعة، وان لبنان لم يعد ذلك البلد المضياف الذي تعود اهله ان يستقبلوا على الرحب والسعة زواره الذين يأتونه من كل الشعوب شرقا وغربا ليجدوا الراحة في ربوعه والطمأنينة في ارجائه.
وختم بالقول: ليتنا نستعيد صفاء الرؤية وسلامة النظرة ليصح فينا قول الشاعر: كن جميلا ترى الوجود جميلا.
وكانت الاطراف المسيحية في قوى 14 مارس اعترضت بشدة على بيان مجلس المطارنة والذي اعتبره احد اقطاب هذه القوى «بمنزلة طعنة نجلاء في ظهر القوى الاستقلالية والسيادية».
الصفحة في ملف ( pdf )