تجددت الاشتباكات امس بين قوات الامن الباكستانية والمسلحين المتحصنين في المسجد الاحمر مع دخول الازمة يومها السابع.
وفجّرت القوى الامنية الجدران الخارجية للمسجد للضغط على المسلحين وزعيمهم عبدالرشيد غازي لاطلاق سراح جميع التلاميذ الذين يتخذهم المسلحون رهائن لاستخدامهم كدروع بشرية.
وقد عقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف اجتماعا رفيع المستوى عبر فيه عن قلقه على سلامة النساء والاطفال والتي تقول التقارير ان المسلحين يتخذونهم دروعا بشرية.
وفوض مشرف رئيس الوزراء السابق ورئيس الحزب الحاكم تشودري شجاعة حسين لاجراء المفاوضات الاخيرة مع غازي واقناعه باطلاق سراح النساء والاطفال والاستسلام للقوى الامنية دون اي شروط.
الى ذلك وتزامنا مع تدخل المحكمة الباكستانية العليا امس في المعركة الشرسة الدائرة بين قوات الحكومة والمتشددين المتحصنين داخل المسجد الاحمر المحاصر، مؤكدة أنها تريد إنقاذ حياة النساء والاطفال الموجودين داخل المسجد، ومع تعيين القائم بأعمال رئيس المحكمة العليا رانا باغوانداس لجنة تضم قاضيين للتحقيق في هجوم القوات الامنية على المسجد وعواقبه، دخل رجال دين اسلاميون باكستانيون أمس في محاولة اخيرة لتفادي شن هجوم على المتشددين المتحصنين داخل المسجد الاحمر بعد ان اصدرت السلطات ما وصفته بآخر انذار لهم من اجل الاستسلام.
وقال قاري حنيف غالوندري وهو مسؤول كبير في المؤسسة الباكستانية التي تشرف على المدارس «نبذل اقصى جهودنا لتفادي اراقة الدماء، ولاسيما النساء والاطفال الابرياء». واضاف غالوندري «نريد ان يظهر كلا الطرفين مرونة».
وكانت الحكومة طالبت زعيم المتمردين عبدالرشيد غازي ومقاتليه الاستسلام قبل ان توجه لهم ما وصفته بآخر تحذير عبر مكبرات الصوت مساء امس الاول ما اثار تكهنات بقرب شن هجوم.
وقالت قوات الامن انها أحجمت عن شن هجوم كامل بسبب الخوف على النساء والاطفال الموجودين بالداخل. وبدلا من ذلك بدأ الجنود يحدثون فتحات في الجدران منذ يوم الاربعاء وأعادوا الكرة في الساعات الاولى من يوم امس الاول لتوفير سبيل للنساء والاطفال للهرب.
في حين قال مسؤولون حكوميون وعسكريون ان غازي وما بين 50 و60 متشددا بعضهم من جماعات باكستانية مرتبطة بتنظيم القاعدة يقودون القتال وان مئات من النساء والاطفال يستغلون كدروع بشرية. وينفي غازي استخدامه أي شخص كدرع بشري.
هذا وفيما ناشد رئيس وزراء باكستان شوكت عزيز المتحصنين في المسجد الاحمر اطلاق سراح ما قال انهم رهائن في داخل المسجد، تظاهر نحو عشرين ألف شخص في اقليم باغور في المنطقة القبلية الباكستانية دعما للمحاصرين في المسجد الاحمر، كما افاد شهود عيان ومسؤولون.
الصفحة في ملف ( pdf )