أظهرت نتائج استطلاعات للرأي نشرت نتائجها امس أن غالبية كبيرة من البلجيكيين الناطقين بالفرنسية ضد تقسيم بلجيكا دولة المقر للاتحاد الأوروبي.
ونشرت صحيفتا «لا ليبر بلجيك» و«لو سوار» اليوميتان الناطقتان بالفرنسية استطلاعات رأي منفصلة بشأن السيناريو المتوقع حال حدوث تقسيم مفاجئ للبلاد.
وتوصف بلجيكا بأنها تركيبة مجتمعية معقدة تنقسم إلى ثلاث مناطق احداها «فلاندرز» الناطقة بالهولندية في الشمال والثانية «والونيا» الناطقة بالفرنسية في الجنوب إلى جانب منطقة بروكسل العاصمة التي تتحدث اللغتين.
كما تضم بلجيكا ثلاثة مجتمعات تتحدث بلغات مختلفة تشمل الفرنسية والهولندية والألمانية.
وحسب استطلاع الرأي يوجد أربعة من بين عشرة بلجيكيين يريدون وحدة البلاد فيما أيد 23%من سكان بروكسل أن تتحول المدينة إلى دولة مستقلة مقابل 24% أيدوا تحويل المدينة إلى حي أوروبي فيما قال 2% إنهم يفضلون الاندماج مع فلاندرز مستقلة.
وركزت استطلاعات الرأي على منطقتي والونيا وبروكسل دون أن تشمل فلاندرز على الرغم من أن مدينة بروكسل تقع جغرافيا في منطقة فلاندرز.
وأجريت الانتخابات العامة في بلجيكا في 13 يونيو الماضي لكن البلاد لاتزال في ظل حكومة انتقالية.
وتواصل الأحزاب السياسية الناطقة بالفرنسية والهولندية مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية بمساعدة وسطاء كلفهم الملك ألبرت الثاني.
ويشوب خلاف بين الأحزاب بشأن إصلاحات الدولة ومنح المزيد من الصلاحيات لسلطات المناطق الثلاث. وتعزز الفجوة اللغوية العميقة واستمرار المأزق السياسي تكهنات باحتمال تقسيم بلجيكا إلا أن محللين يرون أن ذلك لا يمثل سوى فرصة ضعيفة للغاية.
جدير بالذكر أن استطلاعا للرأي أجري مؤخرا أظهر قناعة سكان جنوب بلجيكا الناطقين بالفرنسية بأن انفصال البلاد إلى شقين أمر ممكن الحدوث.
وأشار الاستطلاع الذي شمل شريحة سكانية (ألفا وأربعمائة وخمسين شخصا) من مختلف المناطق والأعمار والطبقات، إلى أن هذه النتيجة شكلت مفاجأة لهم، «مع أن غالبية السكان لاتزال مقتنعة بإمكانية الحفاظ على وحدة البلاد مع إعطاء المزيد من الاستقلالية للمناطق، إلا أن الجنوبيين أظهروا قناعة أكبر من جيرانهم الشماليين بإمكانية الانفصال».
وأشار الاستطلاع إلى أن مؤيدي حزب التحالف الفلمنكي الجديد الفائز الأول في الشمال الناطق بالهولندية، يميلون إلى المطالبة بمزيد من الاستقلالية لمناطقهم، تحت راية الدولة الموحدة.
كما يظهر الاستطلاع ميل نحو 50% من سكان الشمال إلى الاعتقاد بأن الحلول المطروحة على طاولة المفاوضات، (وهي المفاوضات التي انهارت تماما قبل أيام)، كافية من أجل الانتقال إلى مرحلة تشكيل حكومة جديدة. ويرى معدو هذا الاستطلاع أن قيام دولة تضم إقليم والونيا (جنوب البلاد) ومنطقة بروكسل أمرا ممكنا حيث تصبح هذه الدولة في هذه الحالة قابلة للحياة وفق المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية فضلا عن أن منطقة الجنوب تتمتع بقدرة إنتاجية أعلى من الشمال، فسكان الجنوب الناطق بالفرنسية هم «أكثر شبابا من جيرانهم في الشمال، حيث يعتبر الأمر من العوامل الايجابية للدولة الناشئة».