في أول مقابلة مطولة بثتها قناة «بي.بي.سي» امس، أكد الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني إد ميليباند ان «عهد حزب العماليين الجدد بات من الماضي»، ونفى انه يعتزم الاتجاه بالحزب «نحو اليسار» قائلا «بصراحة، تصويري على انني مقرب من الحركات اليسارية، أمر متعب وغبي في آن واحد».
ولم يهدر زعيم المعارضة الجديد وقتا في الهجوم على الحكومة وتعهد الليلة قبل الماضية بالعمل «في كل ساعة من كل يوم» على الإطاحة برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خارج داونينغ ستريت.
وتعليقا على الموقع المحتمل لشقيقه الأكبر الذي سقط أمامه في انتخابات الحزب امس الأول ديفيد في «حكومة المعارضة» «او حكومة الظل»، اشار إد الى انه من «المبكر جدا» التحدث في الموضوع واكتفى بالقول «بإمكان ديفيد ان يقدم الكثير للسياسة البريطانية».
وأوضح «اننا أجرينا حديثا مقتضبا امس الأول «بعد إعلان النتائج، وحيا «الكرم الرائع» الذي أظهره شقيقه ديفيد، الذي وقف بشكل عفوي عند إعلان النتائج وقبله بحرارة.
وكثف إد وديفيد من إعلان محبتهما الأخوية طيلة الحملة الانتخابية التي استغرقت 4 أشهر.
وقال إد: «ديفيد أنا احبك كثيرا كأخ وأكن احتراما كبيرا للحملة التي قمت بها والبلاغة التي أبديتها ونحن نعرف ماذا يمكن ان تقدمه للبلاد في المستقبل».
ورد ديفيد بأنه «مسرور بالطبع لإد لأنه اذا لم أتمكن من الفوز فسيتعين عليه قيادة الحزب».
وتفوق إد ميليباند (40 عاما) امس الأول بفارق ضئيل على شقيقه الأكبر ديفيد (45 عاما)، احد السياسيين الأوفياء لرئيس الوزراء السابق توني بلير ووزير الخارجية السابق، الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه بزعامة الحزب العمالي.
وأشار إد ميليباند الى ان نتيجة انتخابات الحزب انتصار «لجيل جديد»، مضيفا «عهد العماليين الجدد (الحزب الذي أسسه بلير عام 1993) بات من الماضي»، لكنه شدد على ان «بابه مفتوح» أمام أعضاء الحزب، خصوصا المقربين منهم الى توني بلير الذين لم يؤيدوه.
ويرى إد ميليباند الذي كتب البيان الانتخابي لحزبه في وقت سابق هذا العام، أن حزبه، أكبر أحزاب المعارضة ينبغي أن يتجاوز الانقسامات البليرية ـ البراونية (نسبة إلى رئيسي الوزراء السابقين بلير وبراون) ليصبح حزب أصحاب المبادئ وليس «المديرين» فحسب، وكان يقول «إن الطريق لتولي السلطة مجددا لن يكون بتحليل نتائج الانتخابات.. المسألة تتعلق بالمعتقدات الأساسية».
وردا على سؤال حول الدعم القوي الذي ناله من جانب كبرى النقابات البريطانية، نأى إد ميليباند بنفسه عن الموضوع مكتفيا بالقول «لست رجل احد. انا امثل نفسي».
ولدى سؤاله بشأن الإضرابات الجارية او المعلن عنها، في الخطوط الجوية البريطانية وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اشار ميليباند الى ان «الإضراب يشكل دائما الحل الأخير».
لكنه جدد تأييده للمخصصات العائلية التي قد يتم إلغاؤها بفعل الاقتطاعات في الميزانية العامة التي أعلنت عنها حكومة الائتلاف الحالية، مشيرا الى ان «هناك ظلما كبيرا يجب معالجته في بريطانيا، والكثير منه يؤثر على الطبقة الوسطى في هذا البلد».
ولفت ميليباند، الذي أبدى رغبته في ممارسة دور «المعارضة المسؤولة»، الى انه «لن يعارض كل اقتطاع في الميزانية تقدمه الحكومة الائتلافية»، بل سيدرس كل حالة بحالتها. ورأى ان المطلوب تقليص العجز في الميزانية، لكنه اوضح ان ذلك يجب ان يتم «بإيقاع حذر يساعد الاقتصاد ولا يعرضه للخطر». وقال «اعتقد انه بإمكاننا القيام بالمزيد في فرض الضرائب على المصارف»، وهي السبب في الأزمة المالية.
واضاف «ليس لازما ان تكونوا في اليسار لتفكروا ان بعض التجاوزات لم تكن مبررة»، في اشارة الى العلاوات المالية التي حصل عليها موظفو المصارف. وتابع «بالتأكيد، بالنسبة للأشخاص الذين يصنعون الثروة، المطلوب إيجاد محفزات، لكن بالنسبة لمن يدمرونها، الناس شعروا بالقرف وهم على حق».
والدة زعيم «العمال» ناشطة من أجل حقوق الفلسطينيين
لندن ـ عاصم علي
بعد انتخاب إد ميليباند زعيما لحزب «العمال» المعارض أول من أمس بفارق ضئيل على شقيقه ديفيد، سلطت الأضواء على هذه العائلة التي تتحدر من أصول يهودية پولندية، ولاسيما والدتهما الناشطة اليسارية ماريون كوزاك، وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن كوزاك التي قضت عائلتها في المحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، ناشطة في منظمة «يهود من أجل العدالة للفلسطينيين» في بريطانيا، لافتة الى أنها قيادية فيها. إلا أن اللوبي الاسرائيلي في بريطانيا كان دوما يشير الى انتماء والدة الأخوين ميليباند عبر الاعلاميتين، «توتالي جويش» و«جويش كرونيكل»، ولاسيما عند طرح ديفيد فكرة الحوار مع حركة «حماس» وعمله على مقاطعة مستوطنات الضفة الغربية. وينص موقع «يهود من أجل العدالة للفلسطينيين» على موقعه على الانترنت على أن الموقعين الواردة أسماؤهم وبينهم كوزاك «يعارضون السياسات الاسرائيلية التي تهدد حياة الفلسطينيين وحقوقهم الانسانية والمدنية والسياسية» ويرون أن «السلام يتحقق فقط مع نهاية الاحتلال والاستيطان غير الشرعيين»، ويطالبون باقناع واشنطن ولندن وبروكسيل وموسكو بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين.