أرجأ القضاة محاكمة السياسي الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز من أمس الى اليوم لاتخاذ القرار حول اتهامات اطلقها دفاعه للمحكمة بالتحيز ضده.
فيلدرز الذي رفض التراجع عن تصريحاته المعادية للاسلام قال ابان محاكمته أمس «قلت ما قلت ولن أسحب ولو كلمة واحدة» مضيفا أمام المحكمة انه سيستخدم حقه في التزام الصمت أمام المحكمة التي يخضع لها لاتهامه بثلاث وقائع من التحريض على الكراهية والتمييز ضد المسلمين في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام وبإهانة المسلمين لتشبيهه القرآن بكتاب «كفاحي» للزعيم النازي أدولف هتلر.
وهو تحت حراسة الشرطة لمدة أربع وعشرين ساعة بسبب تهديدات بالقتل تلقاها.
بدوره قال القاضي إن «الآخرين يتهمون فيلدرز بتجنب المشاركة في نقاش وإنه يفعل الأمر ذاته فيما يبدو اليوم».
وأضاف «مسألة أننا سنواصل طرح الأسئلة عليك لا تهدف إلى مضايقتك». بينما حذر محامي فيلدرز من أن تصريحات القاضي يمكن اعتبارها تحيزا.
وتأتي المحاكمة في وقت غير مناسب لفيلدرز الذي يقترب حزبه من القيام بدور قوي في إدارة البلاد من خلال دعمه لحكومة أقلية تتألف من الحزب الليبرالي والحزب الديموقراطي المسيحي.
حيث أيد الحزب الديموقراطي المسيحي في مؤتمره الحزبي الانضمام إلى حكومة أقلية بدعم من حزب الحرية السبت الماضي لكنه مازال منقسما حول احتمال الاعتماد على مساندة فيلدرز حتى اتخاذ القرار النهائي في هذا الصدد اليوم.
وبعد الانتخابات التي أجريت في يونيو أصبح نصيب الحزب الليبرالي والحزب الديموقراطي المسيحي من البرلمان المؤلف من 150 مقعدا هو 52 مقعدا فقط. وبدعم من فيلدرز يمكنهم الحصول على الحد الأدنى من الأغلبية وهو 76 مقعدا.
من جانبه قال محمد ربيع من المجلس الوطني للمغاربة «إنه يسبب انقساما.. إنه يسبب كراهية.. إنه يحدث صراعا بين الناس، البعض لا يمكنهم قبول هذا، آخرون يمكنهم قبول هذا».
وقبل أن يستخدم فيلدرز حق التزام الصمت قال إن هذه «أيام غريبة» لأنه اضطر للمزج بين محادثات الائتلاف «المضنية» واستعداده للمحاكمة.
قبل ذلك قال فيلدرز في موقع للتواصل الاجتماعي في إشارة إلى عدد الأصوات التي حصل عليها حزب الحرية الذي ينتمي له في انتخابات التاسع من يونيو «حرية تعبير 1.5 مليون شخص على الأقل تمثل أمام المحكمة معي». وأضاف أنه سيكون «يوما مروعا».
وفي حالة إدانته فإن أقصى عقوبة هي السجن لمدة عام واحد أو الغرامة لكنه سيتمكن من الاحتفاظ بمقعده في البرلمان.
ومن الناحية النظرية يمكن للمحكمة أن تصدر حكما يمنعه من السعي لإعادة انتخابه لكن الخبراء القانونيين يعتبرون هذا الحكم الجذري غير مرجح بصورة كبيرة.
خارج المحكمة، تجمع عدد صغير من المحتجين المناهضين لفيلدرز أمام المحكمة التي تلقى حراسة مشددة في أمستردام.
يذكر أن زعيم حزب الحرية الذي تلقى تهديدات بالقتل بسبب آرائه السياسية فيلم «فتنة» عام 2008 الذي اتهم القرآن بالتحريض على العنف ومزج بين صور الهجمات الإرهابية ونصوص آيات قرآنية.
كما أدلى فيلدرز بآراء إلى وسائل الإعلام مثل مقال للرأي نشره في صحيفة هولندية يومية شبه فيها الإسلام بالفاشية والقرآن بكتاب «كفاحي».
وقال المحامي البارز جيرارد شبونج لإذاعة بي.ان.ار الهولندية «لم يحدث قط».