ذكرت صحيفة تليغراف البريطانية أمس أن استقالة مستشار الامن القومي الأميركي جيمس جونز التي تأتي بعد اسبوع من استقالة رام مانويل رئيس هيئة العاملين بالبيت الابيض تزيح احد كبار المسؤولين القلائل الذين لا ينتمون لطاقم مستشاري الرئيس الأميركي لفترة طويلة. وقالت الصحيفة ـ في تقرير اوردته في موقعها على شبكة الانترنت ـ إن جونز تم ترشيحه سابقا لخبرته الواسعة وصوته المستقل، غير انه من الواضح أن القائد الاعلى السابق للناتو فشل في التوافق والتكيف مع الدائرة القريبة من الرئيس الأميركي .
وأشارت الى أن الجنرال جونز استبدل بأحد هؤلاء المعاونين الوثيقين وهو نائبه السابق توماس دونيلون مضيفة انه في معرض اعلانه ذلك التغيير في حديقة البيت الابيض اعترف اوباما بفضل الجنرال جونز وخدمته الطويلة، الا انه لم يقم بشيء أكثر من مدحه بوصفه «صوت ثابت» كمستشار أمن قومي فيما وصف دونيلون بأنه «فطنة ثاقبة».
وأوضحت الصحيفة أنه مع ترجيح استقالة وزير الدفاع روبرت غيتس في وقت ما 2011 وتوقع تقاعد الدميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة العام القادم فان استقالة الجنرال جونز تمهد الطريق لاعادة صياغة سياسة الامن القومى التي قد تسرع على الارجح وتيرة عمليات انسحاب القوات الأميركية من افغانستان الى اعلى مستوى يسمح به الوضع الامني.
من جهتها تكهنت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية بوجود خلافات في الماضي بين مستشار الامن القومي الجديد دونيلون والپنتاغون، بالرغم من اعلان غيتس انه سيعمل جاهدا للعمل والتعاون مع دونيلون. وأشارت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الالكتروني أمس الى ان استقالة جيمس جونز من منصبه كمستشار للامن القومي الأميركي واستبداله مباشرة بدونيلون تعكس مدى مكانة دونيلون ومدى الاحترام الذي يكنه له مسؤولو البيت الابيض. وكان اوباما قد صرح خلال مراسم الاعلان عن استقالة جونز وتولي دونيلون لمنصب مستشار الامن القومي الأميركي «بأن دونيلون يعد من أقرب مستشاريه».
وقالت الصحيفة ان دونيلون عمل مع ادارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر وإدارة الرئيس بيل كلينتون وعمل كذلك مع جو بايدن نائب الرئيس الأميركي عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ.
والمحت الصحيفة الى انه لايزال من غير الواضح ما هي الكيفية التي سيتعامل بها دونيلون مع العسكرية الأميركية على الرغم من انه لم يسبق له الخدمة في صفوفها، على عكس جونز الذي يعتبر قائدا متقاعدا في صفوف قوات المارينز الأميركية ويعد من المحاربين القدامى.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الامني اندرو اكسيوم «انها مخاطرة، فسيفقد البيت الابيض برحيل جونز صوتا ذا مصداقية كبيرة في التواصل مع العسكرية الأميركية».