يعمد إعلام تنظيم القاعدة الى زيادة استخدامه اللغة الإنجليزية بشكل متزايد عبر شبكة الانترنت في محاولة لتجنيد عناصر جدد من غير العرب، ما يعكس رغبة التنظيم في «استيراد» الناشطين بدل «تصديرهم».
وبعد ان أصدر العدد الأول من مجلته الالكترونية الإنجليزية «انسباير» قبل 4 أشهر، نشر «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» العدد الثاني منها.
وفيما تضمن العدد الأول تضمن مقالات حول كيفية صناعة قنبلة في المنزل، وحول مستلزمات «الجهاد» من الناحية العملية، تضمن العدد الثاني الذي صدر قبل أسبوعين تقريبا خططا ودعوات لتنفيذ هجمات فردية على تجمعات بشرية في الدول الغربية منها استخدام سيارات ضخمة رباعية الدفع يتم تزويدها بألواح معدنية حادة كالسكاكين.
من جهته، قال فيليب سيب الأستاذ في جامعة كاليفورنيا الجنوبية الذي شارك في وضع كتاب «الإرهاب العالمي والإعلام الجديد»، ان التنظيم تحول الى «مؤسسة إعلامية».
وقال في هذا السياق «آن الأوان لنتوقف عن اعتبار القاعدة منظمة إرهابية تستخدم الإعلام، ولننظر إليها على انها مؤسسة إعلامية تلجأ الى العمل الإرهابي».
ورغم أن القاعدة نشرت مئات الأشرطة الصوتية والمرئية والبيانات عبر شبكة الانترنت منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. إلا أن المجلة بالإنجليزية تعد أمرا جديدا.
وقال مصطفى العاني الخبير في شؤون الأمن والإرهاب في مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي «انه تغيير في إستراتيجية القاعدة» التي لم تكن تأبه كثيرا في الماضي للقراء من غير العرب، على حد قوله.
واضاف «انه بعد جديد في الحرب العالمية للتنظيم، وهو بعد يعكس رغبة القاعدة في تجنيد الأتباع على مستوى العالم بأسره».
وقال الخبير انه في الماضي كانت القاعدة «تصدر الناشطين واليوم هي تحاول ان تستوردهم».
كما اعتبر العاني ان القاعدة كانت تستخدم الإعلام «للإبلاغ» والآن هي تستخدمه «للتجنيد».
وقال في هذا السياق ان التحول الجديد في الاستراتيجية الاعلامية للقاعدة مرتبط خصوصا بالإمام اليمني الأميركي المتشدد أنور العولقي المختبئ في اليمن، وبالأميركي السعودي الأصل سمير خان الموجود هو أيضا في اليمن.
وبحسب توما، فإن العولقي ليس عضوا فعليا في القاعدة لكنه مقرب جدا من زعيم التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي.
في هذا السياق، شهدت الحرب ضد تنظيم القاعدة في اليمن تحولا وان كان ببطء منذ قدم قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ديفيد باتريوس للرئيس اليمني علي عبدالله صالح والأجهزة الأمنية نصائح اعتبرها خلاصة تجربته في العراق حيث تولى قيادة القوات الأميركية.
وأوضح الصحافي اليمني المتخصص في شؤون تنظيم القاعدة عبد الإله حيدر في تصريح خاص لـ «كونا» ان «باتريوس يعتمد على 3 أدوات في إدارة الصراع وهي وسائل الإعلام والإسلام المعتدل وشيوخ القبائل الذين يسعى دائما لكسب دعمهم». وفي هذا الإطار أعلنت الحكومة اليمنية مسؤوليتها عن الغارة الجوية على منطقة (المعجلة) في مديرية (المحفد) في محافظة (أبين) في ديسمبر 2009.
حادثة الشبواني و(المعجلة) جعلتا الحكومة اليمنية تعيد النظر في ذلك النوع من العمليات بسبب التداعيات الكارثية التي أعقبتها لاسيما بعد ان استفاد تنظيم القاعدة من هاتين الحادثتين بشكل كبير وتوعد بالانتقام لسقوط الضحايا المدنيين وكسب تعاطفا من قبل بعض القيادات القبلية والشباب في تلك المناطق.
واستطاع تنظيم القاعدة التمركز في عدد من المناطق والسيطرة عليها وإعلانها ولايات تابعة له كولاية (لودر) وولاية (زنجبار) وغيرهما.
تلك الإعلانات جعلت السلطات اليمنية تنفذ حملات أمنية وعسكرية واسعة حيث خاضت حربا مع اعضاء تنظيم القاعدة في مديريتي (لودر) في (ابين) و(الحوطة) في (شبوة) أسفرت عن قتل العشرات من أفراد الأمن والجيش.
لكن عملية ذهاب الحكومة اليمنية الى أوكار القاعدة هي عملية باهظة التكاليف تستلزم أكثر من الاكتفاء الأميركي بالإعلان عن دعم قدرات اليمن العسكرية والأمنية فالحكومة اليمنية تخوض حربا ضد أهداف خفية في بيئة معادية، حيث لكل طرف في تلك المناطق أهدافه ومطالبه.
وهنا تسعى القاعدة إلى خوض حرب ضد الحكومة اليمنية في المدن والمناطق المأهولة بالسكان حيث تراهن على أخطاء العمليات العسكرية والأمنية في كسب مجموعة من الناقمين والمتضررين من تلك الأخطاء يتحولون لمقاتلين بصفوفها.