شؤون مصرية
القاهرة - علاء عبد الحميد
في إطار ماراثون الانتخابات الدائر في مصر منذ ما يقرب من عامين بدأت الاستعدادات داخل صفوف الحزب الوطني الحاكم تجري على قدم وساق، استعدادا لإجراء انتخابات شاملة على جميع المستويات الحزبية والقاعدية بالوطني الحاكم، حتى تتم إعادة انتخاب الرئيس مبارك لأول مرة بالانتخاب الحر في نوفمبر المقبل، وهناك توقعات بالدفع بأحد المرشحين من الحزب أمامه لكيلا يكون فوزه بالتزكية المطلقة، وإنما يكون هذا الفوز بالانتخاب وعبر أسلوب الاقتراع السري المباشر بين أكثر من مرشح.
قرار إجراء انتخابات شاملة داخل الحزب وعلى منصب رئيس الحزب تحديدا أثار ردود أفعال وانتقادات عديدة من قبل المعارضة المصرية، خاصة بعد تصريحات الأمين العام للحزب صفوت الشريف بأن ذلك يعد بمنزلة درس من الحزب الوطني الحاكم لباقي أحزاب المعارضة باعتبار أنه سيتم إجراء الانتخابات بين أكثر من مرشح داخل الحزب الوطني الحاكم، خاصة أن عددا من أحزاب المعارضة نجحت بالفعل في إجراء الانتخابات بين أكثر من مرشح على رئاسة الحزب مثل الوفد، الغد، التجمع، الناصري، فيما فشلت أحزاب أخرى في انتخاب رؤساء لأحزابها وتصارع المرشحون مما أدى لتجميد الأحوال السياسية داخل هذه الأحزاب بصورة أدت لوجود ما يقرب من 6 أحزاب تعاني من مشاكل وأزمات داخل صفوفها وتكاد تكون مغيبة تماما عن واقع الحياة السياسية والحزبية، لوجود صراعات ومشاكل على رئاسة الحزب، مثل الأحرار، الغد، العمل، الوفاق، مصر الاشتراكي العربي.
الخطوة التي اتخذها الحزب الوطني الحاكم وكما يأمل مسؤولو الحزب أنفسهم من المتوقع أن تثير حراكا سياسيا وحزبيا أشبه بنفس حالة الحراك التي واكبت الإعلان عن تعديل المادة 76 من الدستور قبل نحو 30 شهرا، وإن كان من غير المتوقع أن تؤدي إلى شيء، ففي حالة ترشح الرئيس مبارك أو نجله جمال لرئاسة الحزب من غير المتوقع أن يتمكن أحد من منافستهما، خاصة أن تجربة وجود منافسين أمام الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وما تلاها من مشاكل وأزمات لمنافسيه مثل د.نعمان جمعة ود.أيمن نور وإبراهيم ترك وأحمد الصباحي ستدفع الكثيرين للإحجام عن منافسة الرئيس ونجله، خاصة أن المرشح في هذه المرة لابد أنه سيكون من المنتمين للحزب الوطني الحاكم، ولن يجرؤ أي كادر أو قيادة من داخل صفوف الحزب على منافسة الرئيس.
ومن المتوقع أن يتم الدفع بمرشح مغمور غير معروف، وذلك حتى يكتمل ديكور المنافسة، ويكون هناك أكثر من مرشح داخل الحزب، وهناك اعتقاد بأن هذا المرشح موجود وجاهز للقيام بهذا الدور.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس مبارك بإصدار قرار بدعوة أعضاء المؤتمر التاسع لإجراء انتخابات على جميع المواقع بالحزب في غضون أيام، على جانب آخر من المتوقع أن يقوم الرئيس المنتخب باختيار أعضاء الأمانة العامة للحزب، وأعضاء هيئة المكتب، في إطار السياسات الإصلاحية التي ينتهجها الحزب اعتبارا من المؤتمر الرابع في سبتمبر 2002.
وحول نقطة وجود أكثر من مرشح أمام الرئيس مبارك في الانتخابات الحالية أكد الشريف أن هذا أمر لا يملك الرد عليه، وعلى من يستطيع أن يرشح نفسه التقدم للترشح.
قرار إجراء انتخابات داخل الحزب أشعل صيف القاهرة السياسي، ودفع جميع اللاعبين في السيرك السياسي لإعادة ترتيب أوراقهم وإعادة حساباتهم من جديد، في ضوء القرار الأخير والذي يتوقع أن يطيح بما يقرب من 50% من قيادات الحرس القديم في الحزب، ويبدو بالفعل أن قطار التوريث قد وصل إلى محطته قبل الأخيرة، فالمتوقع أن يتم تصعيد جمال مبارك أمين السياسات بالحزب لشغل أحد المواقع القيادية بالحزب قبل نهاية العام الحالي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد تكون هذه الخطوة عبر رئاسته للحكومة خاصة أن هناك أنباء عن قرب إجراء تعديل وزاري قد يأتي بجمال رئيسا للوزراء، وهو ما يتيح له خلافة والده في حالة وجود أي مانع أو عارض سواء كان مؤقتا أو مستمرا، وفقا للتعديلات الدستورية الأخيرة التي أقرت في مارس الماضي.
صفحات شؤون مصرية في ملف ( pdf )