Note: English translation is not 100% accurate
أرجع هزيمة الديموقراطيين إلى شعور الأميركيين بالإحباط من وتيرة تعافي الاقتصاد
أوباما يمدّ يد التعاون للجمهوريين بعد فوزهم بالانتخابات
الخميس
2010/11/4
المصدر : الأنباء
واشنطن ـ أحمد عبدالله والوكالات
أرجع الرئيس الاميركي باراك اوباما خسارة حزبه الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس إلى شعور الاميركيين بالإحباط بشأن وتيرة تعافي الاقتصاد ومد يده للحزب الجمهوري الفائز من أجل التعاون لحل الأزمات.
وانتزع الجمهوريون في الانتخابات التي جرت امس الأول الأغلبية في مجلس النواب من الديموقراطيين الذين حافظوا على سيطرتهم على مجلس الشيوخ.
وقال اوباما انه يتعين على الديموقراطيين والجمهوريين الآن أن يجدوا أرضية مشتركة حتى يمكنهما حل المشاكل التي تواجه البلاد.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض امس «من الواضح أن كثيرين جدا من الاميركيين لم يشعروا بذلك التقدم حتى الآن وانهم أبلغونا بذلك» في الانتخابات.
ومضى قائلا «انا حريص جدا على الجلوس مع أعضاء من الحزبين كليهما ووضع تصور للمجالات التي يمكننا السير فيها قدما».
واضاف «بالنسبة لي فإن الانتخابات تبرز انه يتعين علي ان اؤدي وظيفتي بشكل أفضل وهو ما يتعين ان يفعله الآخرون جميعا في واشنطن».
وتابع قائلا انه إذا كان الجمهوريون يريدون رفض خططه الاقتصادية فإنه يريد ان يستمع الى مقترحاتهم لتعزيز الاقتصاد.
ويؤيد الجمهوريون سياسة خفض النفقات ويتهمون اوباما بتبذير الأموال العامة.
واستدرك اوباما قائلا «لا أظن ان التخفيضات الضريبية وحدها ستكون الوصفة السحرية لنوع النمو الذي نحتاجه».
ووضعت النتائج المخزية مصير أوباما موضع تساؤل مع بروز الدعوات لإجراء انتخابات تمهيدية في الحزب الديموقراطي قبل الانتخابات المقبلة في 2012 لا يكون أوباما فيها مرشح الحزب الوحيد للرئاسة.
ولعل أبرز الاختراقات التي حققها الجمهوريون وأكبر ضربة للرئيس هي انتزاع مقعد ولاية إلينوي الذي كان يشغله الرئيس أوباما نفسه، بعد أن كان في يد الديموقراطيين منذ 40 عاما.
لكن احتفاظ هاري ريد زعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ بمقعده عن ولاية نيفادا وإن كان بشق الانفس، حرم الجمهوريين مما كان سيعتبر أكبر تذكار لانتصارهم.
وحسم الناخبون جميع المقاعد في مجلس النواب وعددها 435 مقعدا ومقاعد مجلس الشيوخ وعددها 37 مقعدا أمس. وسجل الجمهوريون مكاسب كبيرة بين 37 من مناصب حكام الولايات.
وتمثل سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب المرة الاولى التي يسيطر فيها الحزب على أحد مجلسي الكونغرس الأميركي منذ عام 2006 وستجعل الأغلبية المقيدة في مجلس الشيوخ من الصعب أكثر لاوباما الدفع بجدول أعماله من خلال الهيئة التشريعية.
في المقابل قال الجمهوري جون بوينر، الذي من المقرر أن يصبح رئيسا لمجلس النواب خلفا للديموقراطية نانسي بيلوسي، إن الناخبين أوضحوا أنهم يتطلعون إلى توجه مختلف من الرئيس باراك أوباما في واشنطن.
وأضاف بوينر، خلال الاحتفال بفوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب في مقر الحزب الجمهوري بواشنطن : «لقد وجه الشعب الأميركي رسالة لا يمكن أن تخطئ إليه الليلة، وتلك الرسالة هي.. غيّر المسار».
وبدا أن حزب يمين الوسط حصل على أكثر من 50 مقعدا اضافية في مجلس النواب المكون من 435 مقعدا ليتجاوز بسهولة المقاعد اللازمة للسيطرة على مجلس النواب وهي 39 مقعدا. وتوقع موقع «ريال كلير بوليتيكس دوت كوم» أن يحصل الحزب على أغلبية 56 مقعدا.
وتأتي انتصارات الجمهوريين وسط تزايد مشاعر الإحباط بسبب تعامل أوباما مع الاقتصاد حيث ظلت البطالة عند مستوى 9.6%. وأظهرت استطلاعات أولية لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع أن الاقتصاد الأميركي، الذي لايزال بطيئا، كان الهم الأكبر لنسبة 62% من الناخبين طبقا لمعهد جون زغبي، مع غضب عدد كبير من خطط الإنفاق الضخمة لأوباما وعدم قدرته على إنعاش سوق العمل.
وتعهد أوباما بإيجاد مجالات لأرضية مشتركة مع خصومه الصاعدين في اتصالين هاتفيين اجراهما لتهنئة الجمهوري جون بوينر، الذي سيصبح رئيسا لمجلس النواب، وميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية التي عززت موقعها في مجلس الشيوخ.
وسيطر الجمهوريون الذين كانوا بحاجة إلى 10 مقاعد على مجلس الشيوخ على 6 مقاعد على الأقل كان يسيطر عليها الديموقراطيون في السابق منها ولايات بنسيل?انيا وإنديانا وأركانساس وويسكونسين وإلينوي.
أما في مجلس النواب فقد كانت الخسائر الديموقراطية فادحة إذ فقد الديموقراطيون 59 مقعدا ليصبح لهم 183 فيما حصل الجمهوريون على 239 مقعدا.
وفي انتخابات حكام الولايات حصل الجمهوريون على 8 ولايات جديدة ليصبح عدد الولايات التي يحكمونها 28 فيما خسر الديقراطيون 8 ولايات ليصبح لهم 14 ولاية وذلك طبقا للنتائج غير النهائية التي لن تغير من التضاريس العامة للخريطة السياسية الجديدة الا تفصيلات محدودة تتعلق بالأرقام.
وفي معرض التعليقات على النتائج قال جيمس كالاهان احد ابرز المعلقين الديموقراطيين في شبكة «سي. بي. اس» التلفزيونية الاميركية ان النتائج لا تعد نصرا خالصا للجمهوريين ولكنها تعد «رسالة غاضبة من الناخبين للادارة»، وتابع كالاهان «الاميركيون يريدون ابلاغ الرئيس اوباما انهم مستاءون من تقاعسه عن حل مشكلات البلاد الاقتصادية وهم لا يصوتون للجمهوريين لانهم يدعمون اجندتهم ولكنهم يفعلون ذلك لمعاقبة الإدارة الحالية».
وأوضح المعلق الجمهوري في نفس الشبكة لاري كليف ان الجمهوريين شنوا حملة ناجحة لإلحاق الهزيمة بخصومهم، وتابع «لا يريد الناخبون حكومة كبيرة تقدم حوافز مالية للمؤسسات المالية ولا تعنى بالصغار، لا يريدون حكومة كبيرة تزيد الضرائب وتقاسم من يعملون في نتاج عملهم على نحو متعسف، انهم يريدون حكومة تتيح لهم فرص العمل ولا تتعامل مع اموال الخزانة العامة وكأنها اموالها الخاصة تمنحها لمن تشاء وتمنعها عمن يفقدون بيوتهم بسبب عدم وجود وظائف. ان الرسالة واضحة تماما وهي ان أوباما رئيس لفترة واحدة».
وقال روبرت تريسينسكي الناشط الديموقراطي والقيادي في منظمة الحزب بالساحل الشمالي الشرقي في مقابلة اجرتها معه محطة التلفزيون العامة ان نتائج الانتخابات لابد ان تدفع الديموقراطيين الى التفكير فيما سيحدث في انتخابات الرئاسة المقبلة، وشرح ذلك بقوله «اعتقد ان على الحزب الديموقراطي ان يتمسك بضرورة العودة الى الانتخابات التمهيدية قبل اختيار مرشح الحزب في 2012».
واضاف «يجب عدم اعتماد اختيار الرئيس باراك اوباما مرشحا عن الحزب بصورة آلية، الديموقراطيون يقولون في دوائر كثيرة انهم يريدون فرصة اخرى للاختيار. ونحن نعرف ان ذلك هو قضية حساسة ولكن ينبغي عدم التخوف من طرحها بصراحة.
نحن نريد ان يعود اوباما الى الانتخابات التمهيدية. فإذا اختارته قواعد الحزب فإننا سنقف جميعا خلفه في 2012.
ولكنني اعتقد ان ذلك ضروري في مواجهة موجة عدم الثقة في اسلوب قيادة الرئيس وتخبطه في معالجة الأزمة الاقتصادية وجهله بالقضايا الاقتصادية المعقدة التي تشكل جوهر التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة في اللحظة الحالية.
هناك ديموقراطيون كثيرون صوتوا للمرشحين الجمهوريين في هذه الانتخابات تعبيرا عن خيبة أملهم في الرئيس.
لذا يجب ان يعود الى القواعد لدعم شرعية خوضه لانتخابات 2012».
اقرأ أيضاً