واشنطن ـ أحمد عبدالله ورويترز
كشف الرئيس الاميركي السابق جورج بوش عن بعض تفصيلات كتابه الجديد الذي سيصدر في التاسع من الشهر الجاري وذلك خلال لقاء اجرته معه محطة «ان.بي.سي» التلفزيونية يبث مساء الغد. ووزعت المحطة نسخة من بعض مقتطفات الحديث على الصحافيين في واشنطن قبل بثه تعرض خلالها بوش لحرب العراق ومشكلة ادمانه على الخمر واكثر لحظات رئاسته حرجا.
وقال بوش بشأن العراق «لقد كنت الصوت المعارض للحرب في الادارة. فأنا لم اكن ارغب في استخدام القوة. ما اقصده هو ان القوة هي الخيار الاخير امام اي رئيس. لقد اعطيت الديبلوماسية كل الفرص الممكنة للنجاح».
واوضح الرئيس السابق انه يعتقد مع ذلك ان العالم بات مكانا افضل واكثر امنا من دون النظام العراقي السابق وتابع «انني اقول بلا تردد ان العالم اصبح مكانا افضل بدون صدام حسين كما ان هناك الآن 25 مليون عراقي يمتلكون الفرصة للعيش احرارا».
كما اعترف بوش كذلك انه أدمن قبل ان يرشح نفسه للرئاسة على الكحول. وروى كيف انه حضر وزوجته لورا دعوة عشاء في منزل والده الرئيس الاسبق جورج بوش الاب بحضور عدد من اصدقاء العائلة وانه كان جالسا بجوار سيدة جميلة من المدعوات وهو مخمور تماما. وبعد لحظات قال لها «هل يمكنك ان تصفي لي مذاق الجنس بعد عمر الخمسين؟». وساد صمت كامل في غرفة الطعام بمنزل الابوين حسب قول بوش.
من جهة أخرى، اقر الرئيس الأميركي السابق بأنه فكر في إصدار الأمر للقوات الأميركية بشن هجوم على موقع تدعي واشنطن واسرائيل انه موقع نووي في سورية بناء على طلب اسرائيلي عام 2007 لكنه في النهاية اختار ألا يفعل.ودمرت إسرائيل المنشأة بنفسها في النهاية، بينما نفت سورية أنها كانت ترمي الى تطوير قدرة نووية عسكرية.
وفي مذكراته التي تحمل عنوان «لحظات القرار» وتطرح للبيع الثلاثاء المقبل، يقول بوش إنه بعد وقت قصير من تلقيه تقريرا من المخابرات عن «منشأة مريبة مخفاة بشكل جيد في صحراء سورية الشرقية» تحدث الى رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها إيهود أولمرت.
ويقول الكتاب الذي حصلت رويترز على نسخة منه إن أولمرت قال لبوش «جورج إنني أطلب منك أن تقصف المجمع».
ويقول بوش إنه ناقش الخيارات مع فريقه للأمن القومي وكتب يقول إنه قد جرى التفكير في عملية قصف «لكن قصف دولة ذات سيادة دون تحذير أو إعلان أو تبرير سيؤدي الى رد فعل حاد».
ويقول بوش إنه قال لأولمرت «لا يمكنني أن أبرر هجوما على دولة ذات سيادة ما لم تقف وكالات المخابرات عندي لتقول انه برنامج أسلحة».ويقول الكتاب إن أولمرت قال لبوش «سياستك مزعجة جدا لي».وينفي بوش ما شاع في ذلك الوقت انه أعطى إسرائيل «الضوء الأخضر» لشن الهجوم على المنشأة.
وقال بوش إن تنفيذ أولمرت للضربة ضد المنشأة السورية عوض الثقة التي فقدها لدى الاسرائيليين خلال حرب 2006 ضد حزب الله في لبنان والتي يرى بوش أنها انتهت بنتيجة متباينة.وأضاف أن ديموقراطية لبنان الشابة خرجت من الصراع أكثر قوة لأنها تحملت الاختبار لكن «النتيجة بالنسبة لإسرائيل كانت متباينة».وكتب بوش يقول إن الحملة العسكرية التي قامت بها اسرائيل أضعفت «حزب الله وساهمت في تأمين حدودها وفي الوقت نفسه فقد كلف الأداء العسكري المهتز الإسرائيليين مصداقيتهم الدولية».