جدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أكيده على جدية وخطورة التهديدات الأخيرة بتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف في ألمانيا. وقال ميزيير، - في لقاء مع برنامج حواري للقناة الألمانية الأولى «إيه.آر.دي»، «رغم نسبية مصداقية المعلومات التي تشير إلى جدية التهديدات الإرهابية لألمانيا، إلا أن الكثير منها جدير بالتصديق»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «لا يمكن التأكد منها أيضا».
تأتي تصريحات وزير الداخلية الألماني على خلفية التحذيرات الأخيرة من جانب أحد الإرهابيين من احتمال تعرض مبنى الرايخستاغ، مقر البرلمان الألماني (بوندستاغ) في العاصمة برلين، لهجوم من قبل تنظيم القاعدة. من ناحية أخرى حذر ميزيير من العواقب السلبية لما وصفه بـ «التكهنات غير المسؤولة» بشأن التهديدات الإرهابية، مؤكدا أنه لن يشارك في مثل هذه التكهنات، وقال دي ميزيير: «التكهنات لها تأثير نفسي، فهي تساعد على نشر الخوف».
وفي الوقت نفسه، دعا فولفغانغ بوسباخ، مسؤول الشؤون الداخلية في الاتحاد المسيحي الديموقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الحذر والتحلي بالهدوء في التعامل مع مثل هذه التحذيرات. وقال بوسباخ «إننا بحاجة إلى معيار سليم من الحذر والهدوء، ولا ينبغي أن نغير نمطنا في الحياة اليومية». من جانبها، ذكرت هيئة مكافحة الجريمة الألمانية أن السيناريوهات المحتملة لتنفيذ هجمات إرهابية داخل ألمانيا باتت «منطقية لحد بعيد ويمكن تصديقها في إطار المعلومات المتوافرة حاليا». وأفاد تقرير محطة «إس.دبليو.أر» الألمانية للاذاعة والتلفزيون، استنادا لوثيقة سرية لهيئة مكافحة الجريمة، أن السيناريو الأول حذر من كوماندوز انتحاري يتكون من أربعة أشخاص سافروا من ألمانيا إلى شمال باكستان للتجهيز لتنفيذ مذبحة في العاصمة الألمانية «برلين» قد تشمل مبنى البرلمان الألماني (البوندستاغ)، وذلك على غرار مذبحة مدينة مومباي الهندية عام 2008 والتي أسفرت عن مقتل 171 شخصا على الأقل. وتشير الوثيقة في السيناريو الثاني إلى عودة اثنين من الإرهابيين إلى ألمانيا قبل فترة تتراوح بين 6 و8 أسابيع لتنفيذ هجمات بقنابل موقوتة على تجمعات غفيرة للمواطنين في إحدى المدن الكبرى. يأتي ذلك بعد أن شهدت ألمانيا في الأيام الأخيرة إجراءات أمنية مشددة في المطارات ومحطات القطارات وعلى الحدود تحسبا لوقوع هجمات محتملة. وفي هذا الإطار، قالت صحيفة «بيلد آم زونتاج» إن عمليات المراقبة شملت أيضا الطرق الرئيسية والمعابر على ما يسمى بـ «خط البلقان» لاصطياد العناصر الإرهابية القادمة إلى ألمانيا عبر حدود تركيا واليونان، غير أن هيئة مكافحة الجريمة حذرت من تفشي حالة من الذعر والهستيريا بين المواطنين على خلفية التقارير التي تحدثت عن خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم يستهدف مبنى البرلمان الألماني. وضمن هذه الاجراءات أيضا، قرر البرلمان الالماني (بوندستاغ) أمس منع زائريه من الصعود الى قبته التي تشهد عادة عشرات الالاف من الزائرين يوميا للتمتع باجواء العاصمة ومشاهدة العمل في البرلمان عبر القبة الزجاجية الشفافة.