مازالت الوثائق الديبلوماسية الاميركية السرية الجديدة التي كشف عنها موقع ويكيليس تبوح بأسرارها وتثير الاضطرابات على مختلف الأصعدة فبينما اصدرت الشرطة الدولية (الانتربول) «مذكرة حمراء» في قضية «اغتصاب» شابة في السويد، ضد مؤسس ويكيليكس لتعممها على الدول الـ 188 الأعضاء، قدم جوليان اسانج طلبا لنقض مذكرة التوقيف قائلا «على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاستقالة اذا تبين انها أمرت فعلا ديبلوماسيين اميركيين بالتجسس على نظرائهم الأجانب».
بموازاة ذلك كشفت الوثائق المسربة أمس ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ازعج بتصرفاته وأسلوبه مستضيفيه السعوديين خلال اول زيارة له الى المملكة اذ تجنب الأكل من الطعام المحلي وروج بفوقية للشركات الفرنسية.
وبحسب وثيقة حررتها سفارة واشنطن في الرياض، فإن المسؤولين السعوديين قالوا لديبلوماسيين اميركيين في يناير 2008 انهم انزعجوا من ساركوزي حتى قبل وصوله الى المملكة، اذ كان يرغب في ان تحضر معه صديقته حينها وزوجته حاليا كارلا بروني، الأمر الذي لا يناسب أبدا التقاليد السعودية.
وبعد وصوله الى السعودية، من دون بروني، لم تبد تصرفات ساركوزي بنظر السعوديين مناسبة اذ تجنب الأكل من الطعام المحلي وظهرت عليه علامات الضجر اثناء العرضة السعودية التقليدية (رقصة السيوف).
كما انزعج السعوديون من تركيز ساركوزي بإصرار على بيع البضائع والخدمات الفرنسية، حتى انه «بحسب بعض المعلومات» قدم لمستضيفيه قائمة بـ 14 صفقة ترغب شركات فرنسية في الحصول عليها، مع سعر العرض وسعر الخصم الذي يمكن ان يفاوض عليه.
ومن المعروف ان فرنسا تسعى للحصول على عقود بمليارات الدولارات في مجالات الدفاع والبنى التحتية والمجالات اخرى.
وبحسب الوثيقة الاميركية، فإن أخطاء ساركوزي كانت «بسيطة» بمضمونها ولكن «مهمة نظرا الى الحساسيات السعودية».
وجاء في الوثيقة ان هذه الوقائع جعلت احد المسؤولين السعوديين يقول ان ساركوزي «لم يحل محل شيراك في نظر السعوديين».
وكذلك لم ينجح ساركوزي خلال زيارته الثانية للمملكة في نوفمبر 2008 بإثارة إعجاب السعوديين اذ انها كانت قصيرة وكانت الرياض تأمل ان يمضي الرئيس الفرنسي مزيدا من الوقت ليوثق علاقاته مع خادم الحرمين.
وفي زيارته الثالثة، بات ساركوزي الليل في مزرعة خادم الحرمين في الجنادرية.
الا ان الزيارة المنتظرة للملك عبدالله الى فرنسا أجلت مرتين وذلك رسميا بسبب ظروف خادم الحرمين الصحية.
قوات فرنسية إلى العراق
الى ذلك، وحتى قبل انتخابه، اقنع الرئيس نيكولا ساركوزي الولايات المتحدة بانه الزعيم الفرنسي الأكثر تأييدا لأميركا منذ الحرب العالمية الثانية حتى انه بحث في مسألة إرسال قوات فرنسية الى العراق حسبما كشفت برقيات ديبلوماسية اميركية سربها موقع ويكيليكس.
«أفضل صديق» لواشنطن
وتضمنت التسريبات وصف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بأنه «أفضل صديق» لبلادها.
وقالت كلينتون ـ في تصريحات نقلتها محطات التلفزيون الإيطالية عقب لقائها مع برلسكوني في العاصمة الكازاخية آستانة على هامش قمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية «لقد دعم برلسكوني بنفس المستوى من الانسجام 3 رؤساء هم كلينتون وبوش وأوباما، كما وفر دعما سخيا في أفغانستان، وعمل في أوروبا مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على إعادة الاستقرار إلى جورجيا».
وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية أن الإدارات الديموقراطية والجمهورية تدرك على حد سواء أن بإمكانها الاعتماد على إيطاليا وعلى برلسكوني في سبيل تحقيق وتعزيز القيم التي يتقاسمها الجانبان.
الإكوادور تتراجع عن دعوة أسانج
تراجعت الإكوادور امس الأول عن دعوتها الى جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الالكتروني لزيارة الإكوادور بعدما اتهم الرئيس رافائيل كوريا الموقع بانتهاك القانون بنشره وثائق أميركية.
بريطانيا حمت أميركا
وذكرت صحيفة تايمز البريطانية امس ان الحكومة البريطانية السابقة منعت توصل تحقيق حول الحرب على العراق الى نتيجة لحماية المصالح الاميركية.
وكان رئيس الوزراء السابق غوردون براون امر بفتح تحقيق شيلكوت لاستخلاص الدروس من الحرب.
لكن برقية نشرت على موقع ويكيليكس كشفت ان مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع وعد الولايات المتحدة بأنه سيبدد مخاوفها في هذا الخصوص.
وخلال اجتماع مع المسؤول الاميركي ارين توشر ووزير الخارجية البريطاني في حينها ديفيد ميليباند، قال جون داي المدير العام للأمن في وزارة الدفاع ان «بريطانيا اتخذت تدابير لحماية مصالحكم».
ونشرت احدى الوثائق قول الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إنه يتوقع أن تتسبب الوثائق الأميركية المسربة على موقع «ويكيليكس» في فقدان العديد من المواطنين لأرواحهم.
صفع نجاد.. وضرب أوروبا
الى ذلك، ذكرت وثيقة ديبلوماسية أميركية سربها موقع «ويكيليكس» ان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تلقى صفعة من قائد الحرس الثوري اللواء محمد جعفري في اجتماع لمجلس الأمن القومي في طهران.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي انه بحسب الوثيقة قال مصدر أذربيجاني لديبلوماسيين أميركيين أن جعفري كان يتجادل مع أحمدي نجاد حول «دعم حرية الصحافة» في الاجتماع.
وأضافت الوثيقة ان جعفري كان غاضبا جدا من موقف أحمدي نجاد فواجهه وصفعه. ولم يعط الموقع أي تفاصيل إضافية عن الإشكال.
وقالت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية امس نقلا عن إحدى البرقيات السرية التي نشرها موقع «ويكيليكس» المتخصص في نشر الوثائق السرية «إن إيران قد استطاعت الحصول على صواريخ باليستية متطورة من كوريا الشمالية بمقدورها أن تستخدم في ضرب أوروبا الغربية».
«بنك أوف أميركا»
نفى «بنك أوف أميركا» امس بصورة قاطعة التوقعات بأنه «أكبر مصرف أميركي» وقال مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج لمجلة «فوربس» انه سيكون الهدف المقبل للوثائق السرية التي سيتم الكشف عنها.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن المتحدث باسم المصرف سكوت سيلفستري قوله انه «ما من دليل على أي شيء لا الآن ولا قبل 14 شهرا».
احتمالات انقلاب في باكستان
كشفت وثائق سربت عن توترات عميقة بين الولايات المتحدة وباكستان بشأن سلامة الأسلحة النووية كما كشفت عن ان الجيش الباكستاني فكر في إرغام الرئيس آصف علي زرداري على التنحي.
وأكدت الوثائق ان الجيش الباكستاني فكر في تنحية الرئيس زرداري الذي اظهرت البرقيات انه اجرى ترتيبات احترازية خشية تعرضه لانقلاب او اغتيال.
وذكرت احدى البرقيات ان قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني اخبر السفيرة باترسون في مارس 2009 انه «ربما ورغم تردده» يقنع زرداري بالاستقالة.
موسى «مش ناقصين»
لما سئل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن تسريبات موقع «ويكيليكس» تمنى الأمين العام ألا تؤثر هذه الوثائق على علاقة العرب بإيران وقال: «مش ناقصين».